كتاب جامع الصحيحين لابن الحداد (اسم الجزء: 5)

[50] ذكر حديث ثمامة بن أثال سيد أهل اليمامة حين أتي في السرية التي بعث بها إلى نجد
3905 - (خ، م) - حدثنا عمر بن أحمد، قال: ثنا محمد بن علي، قال: أنبأ أحمد بن محمد بن إسحاق، قال: ثنا محمد بن إسحاق، قال: ثنا قتيبة، قال: ثنا الليث، عن سعيد بن أبي سعيد:
أنه سمع أبا هريرة قال: بعث النبي صلى الله عليه وسلم خيلا قبل نجد، فجاءت برجل من بني حنيفة يقال له: ثمامة بن أثال سيد أهل اليمامة، فربطوه بسارية من سواري المسجد، فخرج إليه رسول الله [صلى الله عليه وسلم]، فقال له: ((ماذا عندك يا ثمامة؟)) فقال: عندي يا محمد خير؛ إن تقتلي تقتل ذا دم، وإن تنعم تنعم على شاكر، وإن كنت تريد المال فسل تعط منه ما شئت، فتركه رسول الله [صلى الله عليه وسلم] حتى كان بعد الغد، فقال: ((ماذا عندك يا ثمامة؟)) فقال: عندي ما قلت لك؛ إن تنعم تنعم على شاكر، وإن تقتل تقتل ذا دم، وإن كنت تريد المال فسل تعط منه ما شئت، فتركه رسول الله [صلى الله عليه وسلم] حتى كان بعد الغد، فقال: ماذا عندك يا ثمامة؟ فقال: عندي ما قلت لك؛ إن تنعم تنعم على شاكر، وإن تقتل تقتل ذا دم، وإن كنت تريد المال فسل تعط منه ما شئت، فقال رسول الله [صلى الله عليه وسلم]: ((أطلقوا ثمامة))، فانطلق إلى نخل قريب من المسجد، فاغتسل، ثم دخل المسجد، فقال: #26# أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، يا محمد! والله ما كان على الأرض وجه أبغض إلي من وجهك؛ فقد أصبح وجهك أحب الوجوه كلها إلي، ووالله ما كان من دين أبغض إلي من دينك؛ فأصبح دينك أحب الأديان إلي، ووالله ما كان من بلد أبغض إلي من بلدك؛ فأصبح بلدك أحب البلاد إلي، وإن خيلك أخذتني وأنا أريد العمرة، فماذا ترى؟ فبشره رسول الله [صلى الله عليه وسلم] وأمره أن يعتمر، فلما قدم مكة قال له قائل: صبوت؟ قال: لا، ولكني أسلمت مع محمد رسول الله [صلى الله عليه وسلم]، ولا والله لا يأتيكم من اليمامة حبة حنطة حتى يأذن فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم.

الصفحة 25