[57] ذكر إسلام عمرو بن العاص، وإعظامه رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينه
3919 - (م) - حدثنا عمي وغانم بن محمد، قالا: ثنا الفضل بن عبيد الله، قال: ثنا عبد الله بن جعفر، قال: ثنا هارون، قال: ثنا أبو عاصم، عن حيوة بن شريح، عن يزيد بن أبي حبيب، عن شماسة المهري، قال:
حضرنا عمرو بن العاص، فقال: لقد كنت على أطباق ثلاثة: رأيتني وما من الناس أحد أبغض إلي من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا أحد أحب إلي من أن أستمكن منه فأقتله، ولو مت على تلك لكنت من أهل النار، ثم جعل الله الإسلام في قلبي، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم لأبايعه على الإسلام، فقلت: يا رسول الله! ابسط يمينك لأبايعك، فبسط يده، فقبضت يدي، فقال: ((ما لك يا عمرو؟)) فقلت: أردت أن أشترط عليك، قال: ((فاشترط))، قلت: أشترط أن يغفر لي، قال: ((أما علمت يا عمرو أن الإسلام يهدم ما كان قبله، وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها، وأن الحج يهدم ما كان قبله))، قال: فبايعته، فما كان أحد من الناس أحب إلي منه، ولا أجل في عيني منه، وما كنت أطيق أن أملأ عيني منه؛ إجلالا له، ولو سئلت أن أنعته ما أطقته؛ لأني لم أكن أنظر إليه إعظاما له، ولو مت على ذلك لرجوت #38# أن أكون من أهل الجنة، ثم فعلنا أشياء لا أدري على ما أنا منها.