كتاب جامع الصحيحين لابن الحداد (اسم الجزء: 5)

3922 - (خ) - قال البخاري: حدثنا عبيد بن إسماعيل، قال: ثنا أبو أسامة، عن هشام، عن أبيه قال: لما سار رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح، فبلغ ذلك قريشا خرج أبو سفيان بن حرب وحكيم بن حزام وبديل بن ورقاء يلتمسون الخبر عن رسول الله [صلى الله عليه وسلم]، فأقبلوا يسيرون حتى أتوا مر الظهران، فإذا هم بنيران كأنها نيران عرفة، فقال بديل بن ورقاء: نيران ابن عمرو، قال أبو سفيان: عمرو أقل من ذلك، فرآهم ناس من حرس رسول الله [صلى الله عليه وسلم]، فأدركوهم، فأخذوهم، فأتوا بهم رسول الله [صلى الله عليه وسلم]، فأسلم أبو سفيان، فلما سار قال للعباس: ((احبس أبا سفيان عند حطم الجبل؛ حتى ينظر إلى المسلمين))، فحبسه العباس، فجعلت القبائل تمر مع النبي صلى الله عليه وسلم، تمر كتيبة كتيبة على أبي سفيان، فمرت كتيبة، قال: يا عباس! من هذه؟ قال: هذه غفار، قال: وما لغفار؟ ثم مرت جهينة، [فقال] مثل ذلك، ثم مرت سعد بن هذيم، فقال مثل ذلك، ومرت سليم، فقال مثل ذلك، حتى أقبلت كتيبة لم ير مثلها، قال من هذه؟ قال: هؤلاء الأنصار، عليهم سعد بن عبادة معه الراية، فقال سعد بن عبادة: يا أبا سفيان! اليوم يوم الملحمة، اليوم تستحل الكعبة، فقال أبو سفيان: يا عباس! حبذا يوم الذمار، ثم جاءت كتيبة وهي أقل الكتائب، فيهم رسول الله [صلى الله عليه وسلم] وأصحابه، وراية النبي [صلى الله عليه وسلم] مع الزبير بن العوام، فلما مر رسول الله [صلى الله عليه وسلم] بأبي سفيان قال: ألم تعلم ما قال سعد بن عبادة؟ #40# قال: ((ما قال؟)) قال: قال: كذا وكذا، فقال [صلى الله عليه وسلم]: ((كذب سعد؛ ولكن هذا يوم يعظم الله فيه الكعبة، ويوم تكسى فيه الكعبة))، قال: فأمر رسول الله [صلى الله عليه وسلم] أن تركز رايته بالحجون.

الصفحة 39