3928 - (خ، م) - حدثنا جعفر بن يحيى المكي، قال: ثنا محمد ابن علي بن محمد، قال: ثنا يوسف بن يعقوب، قال: ثنا أبو خليفة، قال: ثنا أبو الوليد والقعنبي والحجبي، عن مالك، عن الزهري:
عن أنس: أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل مكة يوم الفتح وعلى رأسه المغفر، فقيل: هذا ابن خطل متعلقا بأستار الكعبة، فقال: ((اقتلوه)).
وفي رواية أخرى: قال الزهري: ولم يكن رسول الله [صلى الله عليه وسلم] محرما.
3929 - (م) - حدثنا روح بن محمد، قال: أنا علي بن أحمد، قال: أنا أبو إسحاق، قال: أنا أبو يعلى ويوسف القاضي، قالا: ثنا هدبة بن خالد، قال: ثنا سليمان بن المغيرة، عن ثابت:
عن عبد الله بن رباح الأنصاري قال: وفدت وفود إلى معاوية في رمضان، أنا منهم وأبو هريرة، وكان بعضنا يصنع لبعض الطعام، وكان أبو هريرة يكثر أن يدعونا إلى رحله، فقلت: لو صنعت طعاما ثم دعوتهم إلى رحلي؟ فأمرت بطعام فصنع، ثم لقيت أبا هريرة من العشي، فقلت: يا أبا هريرة! الدعوة عندي الليلة، قال: سبقتني، قال: فدعوتهم إلى رحلي، #43# إذ قال أبو هريرة: ألا أحدثكم بحديث من حديثكم يا معشر الأنصار حتى يدرك الطعام؟ فذكر فتح مكة، فقال: أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدخل مكة، فبعث الزبير على إحدى المجنبتين، وبعث خالد بن الوليد على اليسرى، وبعث أبا عبيدة على الحسر، فأخذوا بطن الوادي ورسول الله [صلى الله عليه وسلم] في كتيبة، وقد بعثت قريش أوباشا –أو: أتباعا لها-، فقالوا: نقدم هؤلاء؛ فإن كان لهم شيء كنا معهم، وإن أصيبوا أعطينا ما سألوا، فنظر رسول الله [صلى الله عليه وسلم]، فرآني، فقال: ((يا أبا هريرة! فلا يأتيني إلا أنصاري))، فهتف بهم، فجاؤوا، فأحاطوا –أو: أطافوا- برسول الله [صلى الله عليه وسلم]، فقال رسول الله [صلى الله عليه وسلم]: ((أما ترون إلى أوباش قريش وأتباعهم؟))، وضرب بيده اليمنى مما يلي الخنصر، وقال: ((احصدوهم حصدا حتى توافوني بالصفا))، قال أبو هريرة: فانطلقنا، فما شاء أحد منا أن يقتل أحدا إلا قتله، فقال أبو سفيان: يا رسول الله! أبيحت خضراء قريش، لا قريش بعد اليوم، فقال رسول الله [صلى الله عليه وسلم]: ((من أغلق بابه فهو آمن، ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن))، فأغلقوا أبوابهم، وجاء رسول الله [صلى الله عليه وسلم] حتى استلم الحجر وطاف بالبيت.
إلى هاهنا حديث يوسف.
وزاد أبو يعلى: وفي يده قوس، وهو آخذ بسية القوس، وكان إلى جنب البيت صنم كانوا يعبدونه، فجعل يطعن في عينه بالقوس ويقول: (({جاء الحق وزهق الباطل}))، فلما قضى طوافه أتى الصفا، فعلا حيث ينظر إلى البيت، فجعل يرفع يديه وجعل يحمد الله ويذكره #44# بما شاء أن يذكره، والأنصار تحته، فقال بعضهم لبعض: أما الرجل فقد أدركته رغبة في قريته ورأفة بعشيرته، ونزل الوحي على رسول الله [صلى الله عليه وسلم]، قال أبو هريرة: وكان لا يخفى علينا إذا نزل الوحي، وليس منا أحد ينظر إلى رسول الله [صلى الله عليه وسلم] ثم يطرف حتى يقضى الوحي، فلما قضي الوحي قال رسول الله [صلى الله عليه وسلم]: ((يا معشر الأنصار! قلتم: أما الرجل فقد أدركته رغبة في قريته ورأفة بعشيرته))، قالوا: قد قلنا ذاك يا رسول الله، قال: ((فمن أنا؟ كلا؛ إني عبد الله ورسوله، هاجرت إلى الله وإليكم، المحيا محياكم، والممات مماتكم))، فأقبلوا يبكون ويقولون: ما قلنا الذي قلنا إلا ضنا بالله وبرسوله، قال: ((فإن الله ورسوله يصدقانكم ويعذرانكم)).
قال الشيخ: أشك في تخريج قول: ((من دخل دار أبي سفيان فهو آمن)).
وفي رواية: فلما كان الغد لقيناهم، فلم يشرف لهم أحد إلا أناموه، وفتح لرسول الله [صلى الله عليه وسلم].
وزاد أيضا: ((من دخل داره فهو آمن، ومن ألقى سلاحه فهو آمن)).