3948 - (خ) - حدثنا أحمد بن عبد الله بن أحمد، قال: ثنا علي بن محمد بن ميلة، قال: ثنا عبد الله بن جعفر، قال: ثنا محمد بن محمد بن صخر، قال: سليمان بن حرب، قال: ثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن أبي قلابة:
عن عمرو بن سلمة أبي يزيد، قال: قال لي أبو قلابة هو حي: أفلا تلقاه، فتسأله عن الحديث؟ قال أيوب: فلقيته، فسألته، فقال: كنا بماء ممر من الناس، فكان يمر بنا الركبان، فنلقاهم، فنسألهم: ما هذا الرجل؟ قالوا: رجل يزعم أن الله تعالى أرسله، فأوحى إليه بكذا وأمره بكذا؟ فجعلت أحفظ ذلك الكلام كأنما يغرى في صدري بغراء أحفظه، قال: وكانت العرب تلوم بإسلامها الفتح، يقولون: أبصروه وقومه؛ فإن ظهر عليهم فهو نبي وهو صادق، فلما جاءت وقعة الفتح بادر كل قوم بإسلامهم، وبادر أبي بإسلام أهل حوائنا ذلك، فلما قدم استقبلناه، فقال: جئتكم والله من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم حقا، قال: فقال: [صلى الله عليه وسلم]: ((صلوا صلاة كذا في حين كذا، وصلاة كذا في حين كذا، وصلوا صلاة كذا في حين كذا، فإذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم وليؤمكم أكثركم قرآنا))، قال: فنظروا في حوائنا ذاك، فلم يكن فيهم أكثر قرآنا مني؛ لما #55# كنت أتلقى من الركبان، فقدموني بين أيديهم وأنا ابن ست سنين أو سبع، قال: وكانت علي بردة، فكنت إذا سجدت تقلصت عني، فقالت امرأة من الحي: ألا تغطون عنا است قارئكم؟! فاشتروا لي ثوبا، فقطعوا لي قميصا، قال: فما فرحت بشيء فرحي بذلك القميص.
*ذكر بعث السرية إلى بني جذيمة مع خالد، قد مضى.