كتاب جامع الصحيحين لابن الحداد (اسم الجزء: 5)

3952 - (خ، م) - حدثنا الفضل بن أحمد بن محمد وغيره، قالوا: أنا أحمد بن الحسن، قال: ثنا محمد بن يعقوب، قال: أنا محمد ابن عبد الله بن عبد الحكم، قال: أنا ابن وهب، قال: سمعت مالك بن أنس يقول: حدثني يحيى بن سعيد، عن عمر بن كثير بن أفلح، عن أبي محمد مولى أبي قتادة:
عن أبي قتادة الأنصاري قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام حنين، فلما التقينا كانت للمسلمين جولة، قال: فرأيت رجلا من المشركين قد علا رجلا من المسلمين، فاستدرت له حتى أتيته من ورائه، فضربته بالسيف على حبل عاتقه ضربة، فقطعت الدرع، قال: فأقبل علي، فضمني ضمة وجدت منها ريح الموت، ثم أدركه الموت، فأرسلني، فلحقت عمر بن الخطاب، فقلت له: ما بال الناس؟ فقال: أمر الله عز وجل، قال: ثم إن الناس رجعوا، وجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ((من قتل قتيلا #58# -له عليه بينة- فله سلبه))، قال أبو قتادة: فقمت، ثم قلت: من يشهد لي؟ ثم جلست، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من قتل قتيلا –له عليه بينة- فله سلبه))، فقمت، ثم قلت: من يشهد لي؟ ثم جلست، ثم قال الثالثة، فقمت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما لك يا أبا قتادة؟))، فاقتصصت عليه القصة، فقال رجل من القوم: صدق يا رسول الله، سلب ذلك القتيل عندي؛ فأرضه من حقه، قال أبو بكر الصديق: لاها الله! إذا لا يعمد إلى أسد من أسد الله يقاتل عن الله وعن رسوله صلى الله عليه وسلم، فيعطيك سلبه؟! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((صدق؛ فأعطه إياه))، قال أبو قتادة: فأعطانيه، فبعت الدرع، فابتعت مخرفا في بني سلمة، فإنه لأول مال تأثلته في الإسلام.
وفي رواية الليث بن سعد، عن يحيى بن سعيد قال: نظرت إلى مسلم يقاتل مشركا، وآخر من المشركين يختله من ورائه ليقتله، فضربت يده بالسيف، فقطعتها، ثم نزف، فقتله، ثم انهزم المسلمون وانهزمت معهم، الحديث.

الصفحة 57