[66] ذكر العلامة في غزوة حنين
3955 - (م) - حدثنا أحمد بن خلف، قال: أنا حمزة بن عبد العزيز، قال: أنا محمد بن الحسين، قال: ثنا أحمد بن يوسف، قال: ثنا عبد الرزاق، قال: أنا معمر، عن الزهري، قال: أخبرني كثير ابن عباس بن عبد المطلب:
عن أبيه العباس بن عبد المطلب قال: شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين، قال: فلقد رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وما معه إلا أنا وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب، فلزمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم نفارقه، قال: وهو على بغلة شهباء –وربما قال معمر: بيضاء- أهداها له فروة بن نعامة الجذامي، قال: فلما التقى المسلمون والكفار ولى المسلمون مدبرين، فطفق رسول الله صلى الله عليه وسلم يركض بغلته قبل الكفار، قال العباس: وأنا آخذ بلجام بغلته أكفها، وهو لا يألو ما أسرع نحو المشركين، وأبو سفيان بن الحارث آخذ بغرز رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا عباس! ناد: يا أصحاب السمرة)) –وكنت رجلا صيتا-، فقلت بأعلى صوتي: أين أصحاب السمرة؟ قال: فوالله لكأن عطفتهم حين سمعوا صوتي عطفة البقر على أولادها، فقالوا: يا لبيك يا لبيك يا لبيك! فأقبل المسلمون، فاقتتلوا هم والكفار، فنادت الأنصار يقولون: يا معشر الأنصار! قال: ثم قصرت الدعوة على بني الحارث بن الخزرج، فنادوا، يا بني الحارث ابن الخزرج! قال: فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على بغلته كالمتطاول عليها إلى قتالهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((هذا حين حمي الوطيس))، قال: ثم #61# أخذ رسول الله حصيات، فرمى بهن وجوههم، ثم قال: ((انهزموا ورب الكعبة، انهزموا ورب الكعبة، انهزموا ورب الكعبة))، قال: فذهبت أنظر فإذا القتال على هيئته، فوالله ما هو إلا أن رماهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بحصياته، فما زلت أرى حدهم كليلا وأمرهم مدبرا حتى هزمهم الله عز وجل.
قال: وكأني أنظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم يركض خلفهم على بغلته.