3960 - (خ) - حدثنا ابن أبي عثمان، قال: ثنا ابن البيع، قال: ثنا الحسين بن إسماعيل، قال: ثنا سعيد الأموي، قال: حدثني أبي، قال: ثنا إسماعيل، قال:
رأيت بيد ابن أبي أوفى ضربة، فقلت: متى أصابك هذا؟ قال: يوم حنين، قال: قلت: أدركت حنينا؟ قال: نعم، وقبل ذاك.
[67] ذكر بعث السرية إلى أوطاس بعد الفراغ من حنين
3961 - (خ، م) - حدثنا عبد الرحمن بن محمد وأحمد بن عبد الرحمن وغيرهما، قالوا: ثنا محمد بن إبراهيم، قال: ثنا أبو طاهر، قال: ثنا أبو البختري، قال: ثنا أبو أسامة، قال: ثنا بريد، عن أبي بردة:
عن أبي موسى الأشعري قال: لما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من حنين بعث أبا عامر على جيش إلى أوطاس، فلقي دريد بن الصمة، فقتل الله دريدا وهزم أصحابه، قال أبو موسى: وبعثني مع أبي عامر، قال: فرمي أبو عامر في ركبته، رماه رجل من بني جشم بسهم، فأثبته في ركبته، #65# فانتهيت إليه، فقلت: يا عم! من رماك؟ فأشار أبو عامر إلى أبي موسى: هذا، فأتيته وجعلت أقول له: ألا تستحي؟ ألست عربيا؟ ألا تثبت فكف فالتقيت أنا وهو، فاختلفنا ضربتين، فضربته بالسيف، فقتلته، ثم رجعت إلى أبي عامر، فقلت: قد قتل الله صاحبك، قال: فانتزع هذا السهم، فنزعته، فقال: يا ابن أخي! انطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأقرئه مني السلام وقل له: إنه يقول لك: استغفر لي.
قال: واستخلفني أبو عامر على الناس، قال: فمكثت يسيرا، ثم إنه مات، فلما رجعت إلى النبي صلى الله عليه وسلم دخلت عليه وهو في بيت على سرير مرمل، وعليه فراش قد أثر رمال السرير بظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم وجسده، فأخبرته بخبرنا وخبر أبي عامر، فقلت: يقول لك: استغفر لي، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بماء، فتوضأ، ثم رفع يديه، فقال: ((اللهم اغفر لعبيدك أبي عامر))، حتى رأيت بياض إبطيه، ثم قال: ((اللهم اجعل له يوم القيامة نورا كثيرا))، قال: فقلت: ولي يا رسول الله استغفر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((اللهم اغفر لعبد الله بن قيس ذنبه، وأدخله يوم القيامة مدخلا كريما))، قال: أبو بردة: إحداهما لأبي عامر، والأخرى لأبي موسى.
وفي رواية أخرى: قال: ذاك قاتلي الذي رماني، فقصدته، فلحقته فلما رآني ولى، فاتبعته وجعلت أقول له، وقال: ((اللهم اجعله يوم القيامة فوق كثير من خلقك من الناس))، بدل قوله: ((نورا كثيرا)).