كتاب جامع الصحيحين لابن الحداد (اسم الجزء: 5)

[42] ذكر مبارزة عامر وغيره، واستشهاد الله تعالى إياه، وترحم رسول الله صلى الله عليه وسلم
3876 - (م) - حدثنا الحسن بن أحمد، قال: أنا أبو سلمة، قال: أنا عبد الله بن أحمد، قال: أنا الحسن، قال: ثنا إسحاق، قال: أنا أبو عامر، قال: ثنا عكرمة بن عمار، قال:
حدثني إياس بن سلمة، عن أبيه قال: خرجنا إلى خيبر وخرج عامر، فجعل يقول:
تالله لولا الله ما اهتدينا
ولا تصدقنا ولا صلينا
ونحن عن فضلك ما استغنينا
فأنزلن سكينة علينا
وثبت الأقدام إن لاقينا
فقال رسول الله ((من هذا القائل؟)) فقالوا: عامر، فقال: ((غفر لك ربك)).
قال: وما خص رسول الله [صلى الله عليه وسلم] قط به إلا استشهد، فقال عمر وهو على جمل له، يا رسول الله! لولا ما أمتعتنا بعامر، قال: فقدمنا خيبر، فخرج مرحب وهو يخطر بسيفه ويقول:
قد علمت خيبر أني مرحب
#8#
شاكي السلاح بطل مجرب
وإذا الحروب أقبلت تلهب
قال: فبرز له عامر وهو يقول:
قد علمت خيبر أني عامر
شاكي السلاح بطل مغامر
واختلفا ضربتين، فوقع سيف مرحب في ترس عامر، وذهب عامر يستفل له، فرجع سيفه على نفسه، فقطع أكحله، فكانت فيها نفسه.
قال سلمة: فمررت بنفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون: بطل عمل عامر؛ قتل نفسه، فأتيت به النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي، فقلت: يا رسول الله! بطل عمل عامر، فقال رسول الله [صلى الله عليه وسلم]: ((من قال هذا؟)) قلت: ناس من أصحابك، قال: ((كذب من قال؛ بل له أجره مرتين)).
وفي رواية يزيد بن أبي عبيد، عن سلمة:
فاغفر فدى لك ما اقتفينا
إنا إذا صيح بنا أتينا
وبالصياح عولوا علينا

الصفحة 7