كتاب جامع الصحيحين لابن الحداد (اسم الجزء: 5)

[70] ذكر العلة التي فعل لها رسول الله صلى الله عليه وسلم ما فعل من الإيثار، وعلامة النبوة في إخباره عن حال المنافق
3968 - (خ، م) - حدثنا سليمان، قال: ثنا الحسن بن أحمد، قال: ثنا محمد بن عبد الله المزني، قال: ثنا علي بن محمد بن عيسى، قال: ثنا أبو اليمان، قال: أنا شعيب، عن الزهري، قال:
أخبرني أنس بن مالك: أن ناسا من الأنصار قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم حين أفاء الله عليه من أموال هوازن ما أفاء، فطفق يعطي رجالا من قريش المئة من الإبل، فقالوا: يغفر الله لرسول الله؛ يعطي قريشا ويتركنا وسيوفنا تقطر من دمائهم؟! قال أنس: فحدث رسول الله صلى الله عليه وسلم بمقالتهم، فأرسل إلى الأنصار، فجمعهم في قبة من أدم، ولم يدع معهم أحدا غيرهم، فلما اجتمعوا جاءهم، فقال: ((ما حديث بلغني عنكم؟)) فقال له فقهاؤهم: أما ذوو رأينا يا رسول الله فلم يقولوا شيئا، وأما ناس منا حديثة أسنانهم فقالوا: يغفر الله لرسول الله؛ يعطي أناسا ويتركنا، وسيوفنا تقطر من دمائهم؟! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إني أعطي رجالا حديثي عهد بكفر؛ أتألفهم، أفلا ترضون أن يذهب الناس بالأموال، وترجعون برسول الله إلى رحالكم؟ فوالله لما تنقلبون به خير مما ينقلبون به))، قالوا: يا رسول الله! قد رضينا، فقال لهم: ((إنكم ستجدون بعدي أثرة شديدة، فاصبروا حتى تلقوا الله ورسوله على الحوض)).
قال أنس: فلم نصبر.

الصفحة 70