كتاب جامع الصحيحين لابن الحداد (اسم الجزء: 5)

3975 - (خ) - حدثنا سليمان، قال: ثنا أبو نعيم، قال: ثنا أحمد بن يوسف، قال: ثنا أحمد بن إبراهيم، قال: ثنا يحيى بن بكير، قال: ثنا الليث بن سعد، قال: حدثني عقيل، عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير:
أن مروان والمسور بن مخرمة أخبراه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام حين جاءه وفد هوازن مسلمين، فسألوه أن يرد إليهم أموالهم وسبيهم، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((معي من ترون، وأحب الحديث إلي أصدقه؛ فاختاروا إحدى الطائفتين: إما السبي، وإما المال، وقد كنت استأنيت بكم))، وكان أنظرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بضع عشرة ليلة حين قفل من الطائف، فلما تبين لهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم غير راد عليهم إلا إحدى الطائفتين قالوا: فإنا نختار سبينا، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسلمين، فأثنى على الله بما هو أهله، ثم قال: ((أما بعد: فإن إخوانكم قد جاؤوا تائبين، وإني قد رأيت أن أرد إليهم سبيهم؛ فمن أحب منكم أن يطيب ذلك فليفعل، ومن أحب #76# منكم أن يكون على حظه حتى نعطيه إياه من أول ما يفيء الله علينا فليفعل))، فقال الناس: قد طيبنا ذلك يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنا لا ندري من أذن لكم في ذلك ممن لم يأذن؛ فارجعوا حتى يرفع إلينا عرفاؤكم أمركم))، فرجع الناس كلهم، فكلمهم عرفاؤهم، ثم رجعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبروه أنهم قد طيبوا وأذنوا، فهذا الذي بلغني عن سبي هوازن.

الصفحة 75