كتاب جامع الصحيحين لابن الحداد (اسم الجزء: 5)

[73] ذكر علامة النبوة في هذه الغزوة
3979 - (م، خ) - حدثنا روح بن محمد وغيره، قالا: ثنا علي ابن أبي حامد، قال: أنا أبو إسحاق، قال: أنا أحمد بن علي وأحمد بن الحسن، قالا: ثنا زهير بن حرب، قال: ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح: #79# عن أبي سعيد أو أبي هريرة –شك الأعمش-، قال: لما كانت غزاة تبوك أصابت الناس مجاعة، فقالوا: يا رسول الله! لو أذنت لنا فنحرنا نواضحنا، فأكلنا وادهنا؟ فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((افعلوا))، فجاء عمر، فقال: يا رسول الله! إنهم إن فعلوا قل الظهر، ولكن ادعهم بفضل أزوادهم، ثم ادع الله لهم عليها بالبركة؛ لعل الله تعالى أن يجعل في ذلك خيرا، قال: فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بنطع، فبسطه، ثم دعا بفضل أزوادهم، قال: فجعل الرجل يجيء بكف الذرة والآخر يجيء بكف التمر والآخر بالكسرة حتى اجتمع على النطع شيء من ذلك يسير، قال: ثم دعا عليه بالبركة، ثم قال لهم: ((خذوا في أوعيتكم))، قال: فأخذوا في أوعيتهم حتى ما تركوا في العسكر وعاء إلا ملؤوه، قال: وأكلوا حتى شبعوا، وفضلت منه فضلة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله: لا يلقى الله بهما عبد غير شاك؛ فيحجب عن الجنة)).
وفي رواية أخرى: وجاء ذوو البر ببرها وذوو النوى بنواه، قال: قلت: وما كانوا يصنعون بالنوى؟ قال: فيمصون ويشربون عليه من الماء.
وفي الباب: عن سلمة بن الأكوع.

الصفحة 78