كتاب جامع الصحيحين لابن الحداد (اسم الجزء: 5)

3877 - (م) - حدثنا أحمد بن خلف، قال: ثنا أبو عبد الله، قال: أنا أحمد بن يعقوب الثقفي، قال: ثنا إبراهيم بن يوسف، قال: ثنا أبو الطاهر، قال: ثنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب، #9# قال: أخبرني عبد الرحمن وعبد الله ابنا كعب:
أن سلمة بن الأكوع قال: لما كان يوم خيبر قاتل أخي قتالا شديدا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فارتد عليه سيفه، فقتله، فقال أصحاب رسول الله [صلى الله عليه وسلم] في ذلك وشكوا فيه، فقال رجل: مات في سلاحه، وشكوا في بعض أمره، فقال سلمة: فقفل رسول الله صلى الله عليه وسلم من خيبر، فقلت: يا رسول الله! ائذن لي أن أرجز بك، فأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال عمر بن الخطاب: اعلم ما تقول، قلت:
والله لولا الله ما اهتدينا
ولا تصدقنا ولا صلينا
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((صدقت)).
فأنزلن سكينة علينا
وثبت الأقدام إن لاقينا
والمشركون قد بغوا علينا
قال: فلما قضيت رجزي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من قالها؟)) قلت له: أخي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يرحمه الله))، فقلت: يا رسول الله! إن ناسا ليهابون الصلاة عليه، يقولون: رجل مات بسلاحه، فقال رسول الله [صلى الله عليه وسلم]: ((مات جاهدا مجاهدا)).
قال ابن شهاب: ثم سألت ابنا لسلمة بن الأكوع، فحدثني عن أبيه #10# مثل ذلك؛ غير أنه قال حين قلت: إن ناسا يهابون الصلاة عليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كذبوا؛ مات جاهدا مجاهدا، فله أجره مرتين))، وأشار بإصبعيه.

الصفحة 8