كتاب الجامع لعلوم الإمام أحمد (اسم الجزء: 5)

وجاء عنه -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه قال لأصحابه: "أنتم خيرٌ من أبنائكم، وأبناؤكم خير من أبنائهم، وأبناء أبنائكم خير من أبنائهم، وأبناء أبناء أبنائكم خير من أبنائهم ولآخر شرٌّ إلى يوم القيامة" (¬1) وجاء عنه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "يأتي زمان لا يبقى من الإسلام إلا اسمه، ولا من القرآن إلا رسمه" (¬2) وجاء عنه -صلى اللَّه عليه وسلم-: أن رجلًا قال: كيف نهلك، ونحن نقرأ القرآن، ونقرئه أبناءنا، وأبناؤنا يقرئونه أبناءهم؟ قال: "ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ، أَوَ لَيْسَ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى يَقْرَءُونَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ"؟ قال: بلى يا رسول اللَّه، قال: "فما أغنى ذلك عنهم"؟ قال: لا شيء يا رسول الله (¬3).
وقد أصبح النَّاسُ في نقص عظيم شديدٍ من دينهم عامة، ومن صلاتهم خاصَّة، فأصبح النَّاس في صلاتهم ثلاثة أصنافٍ؛ صنفان لا صلاة لهم:
أحدهما: الخوارج والروافض والمشبهة، وأهل البدع يحقرون الصلاة
¬__________
(¬1) رواه البزار كما في "كشف الأستار" 3/ 292 (2774) من حديث أنس مختصرًا، بلفظ: أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال لأصحابه: "أنتم خيرٌ من أبنائكم، وأبناؤكم خير من أبنائهم". قال الهيثمي في "المجمع" 10/ 15: فيه الحسن بن أبي جعفر، وهو متروك.
(¬2) رواه ابن عدي في "الكامل" 5/ 378، والبيهقي في "الشعب" 2/ 311 من حديث علي، وفي الإسناد: عبد اللَّه بن دكين، نقل ابن عدي أن ابن معين قال فيه: ليس بشيء. اهـ والحديث أورده الألباني في "الضعيفة" (1936) ثم قال: ضعيف جدًّا. ثم ذكر له طريقين آخرين عن ابن عمر ومعاذ وقال: وجملة القول أن الحديث بهذِه الطرق الثلاث يظل على وهائه؛ لشدة ضعفها وإن كان معناه يكاد المسلم أن يلمسه، بعضه أو جله في واقع العالم الإسلامي، واللَّه المستعان. اهـ.
(¬3) رواه بنحوه الطبراني 22/ 137 - 138 من حديث وحشي بن حرب، قال الهيثمي في "المجمع" 1/ 201: إسناده حسن. اهـ قلت: وفي الباب عن ابن عمر، وعوف بن مالك، وأبي أمامة وأبي شجرة، ينظر "المجمع" 1/ 199 - 202، و"تاريخ دمشق" 65/ 220.

الصفحة 512