كتاب التنوير شرح الجامع الصغير (اسم الجزء: 5)

(تخيروا لنطفكم) أي تكلفوا طلب ما هو خير المناكح وأزكاها وأبعدها عن الخبث والفجور ذكره الزمخشري (¬1)، والنطفة الماء القليل، ويريد هنا المني، والمراد تخير المناكح فلا تختار إلا كفؤا والمنكح فلا ينكح إلا كفؤا كما يدل عليه قوله: (فانكحوا الاكفاء) أي الأمثال لكم أي زوجوا من هو مثل وهذا التخير من الولي لنطفة وليته. (وانكحوا إليهم) فيتخير الرجل لنطفته أي أنكحوهن إلى أكفائكم وفي الحديث دليل على اعتبار الكفائة. (هـ ك هق) (¬2) عن عائشة قال الحاكم: صحيح ورد عليه الذهبي في تلخيصه بأن في سنده الحارث بن عمران الجعفري عن عكرمة بن إبراهيم والحارث متهم وعكرمة ضعفوه، وطريق البيهقي فيها الحارث أيضاً قال ابن حجر: مداره على أناس ضعفاء، وقال في الفتح: رواه ابن ماجة والحاكم وصححه، وأبو نعيم من حديث عمر وفي إسناده مقال، ويقوي أحد الإسنادين الآخر.

3254 - "تخيروا لنطفكم، فإن النساء يلدن أشباه إخوانهن وأخواتهن" (عد) وابن عساكر عن عائشة.
(تخيروا لنطفكم، فإن النساء يلدن أشباه إخوانهن وأخواتهن) أي ذكور أولادهن كالإخوة وإناث أولادهن كالأخوات وهذا الحديث فيه بيان الحكمة في الأمر باختيار الأكفاء. (عد) وابن عساكر (¬3) عن عائشة قال ابن الجوزي:
¬__________
(¬1) الفائق (1/ 403).
(¬2) أخرجه ابن ماجه (1968)، والحاكم (2/ 163)، والبيهقي في السنن (7/ 133)، وانظر فتح الباري (9/ 125)، والتلخيص الحبير (3/ 146)، والعلل المتناهية (2/ 613)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2928)، والصحيحة (1067).
(¬3) أخرجه ابن عدي في الكامل (5/ 241)، وابن حبان في المجروحين (1/ 225)، والخطيب في تاريخه (1/ 264)، وابن عساكر (15/ 84)، وانظر العلل المتناهية (2/ 614)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2415)، والضعيفة (3393): موضوع.

الصفحة 24