كتاب نفح الطيب من غصن الاندلس الرطيب ت إحسان عباس (اسم الجزء: 5)

ولا خير إن تجعل كفاء قصيدتي ... كفاء ابن دراج على مدح خيران (1)
فجد بدنانير ولا تكن التي ... ألم بها الكندي في شعب بوان (2)
فجودك فينا الغيث في رمل عالج ... وفضلك فينا الخبز في دار عثمان (3)
وما زلت من قبل السؤال مقابلاً ... مرادي بإحساب وقصدي بإحسان
ولا تنس أياماً تقضت كريمة ... بزاوية المحروق أو دار همدان (4)
وتأليفنا فيها لقبض إتاوة ... وإغرام مسنون وقسمة حلوان
وقد جلس الطرقون (5) بالبعد مطرقاً ... يقول نصيبي أو أبوح بكتمان
عريفي يلحاني إذا ما أتيته ... ولم أنصرف عنكم بواجب ألحان
وقد جمعت تلك الطريقة عندنا ... أئمة حساب وأعلام كهان
إذا استنزلوا الأرواح باسم تبادرت ... طوائف ميمون وأشياع برقان (6)
وإن بخروا عند الحلول تأرجت ... مباخرهم عن زعفران ولوبان (7)
وإن فتحوا الدارات (8) في رد آبق ... ثنت عزمه أوهام خوف وخذلان
فيحسب أن الأرض حيث ارتمت به ... ركائبه سرعان رجل وركبان
وقد عاشرتنا أسرة كيموية ... أقامت لدينا في مكان وإمكان
فلله من أعيان قوم تألفوا ... على عقد سحر أو على قلب أعيان
__________
(1) مدح ابن دراج خيران الصقلبي صاحب المرية بقصيدته " لك الخير قد أوفى بعهدك خيران " (ديوانه: 86) والظاهر أنه لم يجزل جائزته عليها.
(2) أي يريد دنانير حقيقية لا التي تحدث عنها المتنبي حين وصف أشعة الشمس بين الشجر في شعب بوان وشبهها بالدنانير.
(3) يشير إلى قول الشاعر (النفح 3: 580) :
الماء في دار عثمان له ثمن ... والخبز شيء له شان من الشان (4) زاوية المحروق ودار همدان موضعان بفاس.
(5) الطرقون: كلمة مغربية معناها من بيده قبض ضرائب اللهو والأعراس وما أشبه.
(6) ميمون وبرقان من الجن.
(7) اللوبان عند المغاربة ما يعرف عند المشارقة باسم " اللبان ".
(8) الدارات: حلقات يعقدها شيوخ المشعوذين لكشف السر عند حدوث سرقة أو إباق أو نحو ذلك.

الصفحة 43