كتاب نفح الطيب من غصن الاندلس الرطيب ت إحسان عباس (اسم الجزء: 5)

وإذا عداتك أبصروا تيقنوا ... أن المنية سلطت رئبالها
بددت شملهم ببيض صوارم ... رويت من علق الكماة نصالها
وأبحت أرضهم فأصبح أهلها ... خواراً (1) تغادر نهبة أموالها
فتحت إمارتك السعيدة للورى ... أبواب بشرى واصلت إقبالها
وبنت مصانع رائقات ذكرت ... دار النعيم جنانها وظلالها
وأجلها قدراً وأرفعها مدى ... هذا الذي سام النجوم وطالها
هو جنة فيها الأمير مخلد ... بلغت إمارته بها آمالها
ولأرض أندلس مفاخر أنتم ... أربابها أضفيتم سربالها
فحميتم أرجائها، وكفيتم ... أعداءها، وهديتم ضلالها
فبآل نصر فاخرت لا غيرهم ... لم تعتمد من قبلهم أقيالها
بمحمد ومحمد ومحمد ... قصرت على الخصم الألد نضالها
فهم الألى ركبوا لكل عظيمة ... جرداً كسين من النجيع جلالها
وهم الألى فتحوا لكل ملمة ... باباً أزاح بفتحه إشكالها
متقلدون من السيوف عضابها ... متأبطون من الرماح طوالها
الراكبون من الجياد عرابها ... والضاربون من العدا أبطالها
أولي عهد المسلمين ونخبة ال ... أملاك صفوة محضها وزلالها
إن العباد مع البلاد مقرة ... بفضائل لك مهدت أحوالها
فتفك عانيها، وتحمي سربها ... وتفيد حلماً دائماً جهالها وقال يرثي ولده أبا القاسم رحمهما الله تعالى:
هو البين حتماً، لا لعل ولا عسى ... فما بال نفسي لم تفض عند أسى
وما لفؤادي لم يذب منه حسرة ... فتباً لهذا القبل سرعان ما قسا
__________
(1) نثير: جزرا.

الصفحة 438