كتاب إكمال تهذيب الكمال ط العلمية (اسم الجزء: 5)
ورجل من بني ساعدة، وفيه نظر في موضعين:
الأول: ابن سعد، إنما قال: تسعة.
الثاني: لا فائدة في ذكر الرجل من ابن سعد لما. . . من نسبهم؛ لتصير تكملة الخمسين، واللَّه تعالى أعلم.
وفي كتاب "الثقات" لابن حِبَّان: تُوفي في خِلافة مروان، كما ذكره ابن سعد، ومن عادة المزي إذا رأى أقوالا متعددة في الوفاة من "كتاب ابن عساكر" و"الخطيب" ذكر ذلك كله، ومِمَّا أغفله: وقال ابن سعد: كان من خِيار المسلمين.
وذكر أبو الفرج الأصبهاني في "تاريخه": أنه كان هو والأحوص بن محمد ومعبد ومعاذ يتحدَّثون إلى جارية بالمدينة، وأن الأحوصَ جاء إليها يومًا فحجبته فكتب إليها لما آثرتهم عليه من أبيات: [البسيط]
إنِّي وهبت نصيبي مِنْ مَوَدَّتِهَا ... لِمَعْبَدٍ وَمُعَاذٍ وَابنِ صيَّادِ
لابنِ اللَّعينِ الَّذي يخبا الدجال لهُ ... وللمغني رسولِ الزُّورِ قوَّادي
وفي قول المزي عن أبيه، وهو الذي قيل: إِنَّه الدَّجال. نظر؛ لأن هذا هو المرجح عند جماعة من الأئمة، حتى كان أبو ذر الغفاري يحلف باللَّه: إِنَّه الدَّجال، وكذلك عمر بن الخطاب وابنه عبد اللَّه وجابر بن عبد اللَّه، وهو قول أبي سعيد الخدري، وعائشة أم المؤمنين، والزبير بن العوام، وأبي بكرة، وأبي سبرة، والنعمان، ورجَّحه جماعة من العُلماء وصحَّحوه، ومن كانت هذه حاله لا يُقال فيه: قيل بصيغة التمريض.
وقال الآجري: قلت لأبي داود: عمارة بن صياد من ولد ابن صياد؟ قال بلغني هذا عن ابن سعد -يعني: محمد بن سعد- قال: وسألت أحمد بن صالح عن هذا، فأنكره، ولم يكن له به أدنى علم.
٤٠٩٧ - (عس) عُمَارَةُ بْنُ عَبْد الكوفي (¬١)
روى عن علي، كذا ذكره المزي ولم يذكر له غيره، وفي "مستدرك" الحاكم -وصحح سنده- روايته عن حذيفة بن اليمان، ونسبه ابن حبان في كتاب "الثقات" -الذي نقل المزي توثيقه من عنده- سلوليًّا، وذكره في موضع آخر، يُقال: روى عن ابن مسعود، روى عنه أهل الكوفة؟ وكذا نسبه مسلم في كتاب "الوحدان"، وذكر منه مِمَّن
---------------
(¬١) انظر: تهذيب الكمال ٢١/ ٢٥٢، تهذيب التهذيب ٧/ ٣٧٠.
الصفحة 430
606