كتاب إكمال تهذيب الكمال ط العلمية (اسم الجزء: 5)
ابن وهب عن مالك قال: كان عمر بن حسين من أهل الفضل والفقه والمشورة في الأمور والعبادة، وكان أشد شيء ابتذالا لنفسه، يخرج إلى السوق ومعه الثوب يحمله يبيعه أو يكون قد اشتراه، وكانت القضاة تستشيره. قال مالك: وأخبرني من حضره عند الموت؛ فسمعه يقول: {لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ} [الصافات: ٦١].
وقال البخاري: حدَّثني الأويسي، ثَنَا سليمان، عن يحيى بن سعيد قال: كتب الوليد بن يزيد حين استُخلف -يعني: سنة خمس وعشرين ومائة- إلى محمد بن هشام أو إلى يوسف بن عمر: أن ادع الفقهاء قبلك فسلهم، قال يحيى: فأرسل إلى جميع فُقهاء المدينة عبد الرحمن بن القاسم، وربيعة، وأبي الزناد، وأبي بكر ابن محمد، وعمر بن حسين وذكر آخرين.
قال البخاري: قال ابن إسحاق: ثَنَا عمر مَوْلَى حاطب: روى عنه محمد بن إسماعيل بن أبي فديك الديلي وكذا ذكره أيضًا أبو أحمد الحاكم وغيرهما؛ والمزي لما رأى ابن أبي فديك في "كتاب أبي داود" نزل فروى عن ابن أبي ذئب عنه، ولم ير ما ذكرناه ظنه كذلك فلم يذكره في الرواة عنه، وهو غير جيد وعاب على صاحب "الكمال" ذكره في الرواة عنه وقال: هو وهم فإنه لم يُدركه إِنَّما يروي عن أصحابه، كذا قاله من عنده من غير سلف له إلا ما نبهنا عليه من "كتاب أبي داود" وليس واضحًا؛ لأن الإنسان قد يعلو وينزل فيروي عن شيخ له، ثم يروي عن آخر عنه أو عن اثنين وثلاثة وأكثر عنه، ولا يكون ذلك رافعًا لروايته عنه ولا لسماعه منه؛ إلا إذا نص على ذلك إمام معتمد أو تبين وجه العِلَّة في ذلك.
٤١٢٨ - (د) عمر بن حفص بن عمر بن سعد بن مالك الحميري الوصابي، ويُقال: الأوصابي، ووَصَّاب هو: ابن سهل بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن سعد بن عوف بن عدي بن مالك بن حمير أخوه جبلان بن سهل (¬١).
كذا ذكره المزي، والذي يقوله أبو محمد الهمداني: والْمُجمع عليه أن وصَّابًا هو: ابن مالك بن زيد بن سدد بن زرعة بن سبأ الأصغر بن كهف الظلم بن زيد بن سهل بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن حيدار بن
---------------
(¬١) انظر: تهذيب الكمال ٢١/ ٣٠٢، تهذيب التهذيب ٧/ ٣٨١.
الصفحة 442
606