كتاب إكمال تهذيب الكمال ط العلمية (اسم الجزء: 5)

الثاني: أبو وجزة ليس بسعدي صليبة كما يفهم من كلامه. قال أبو العباس محمد بن يزيد المبرد في كتابه "الكامل": أبو وجزة الشاعر سلمي، وعرف بالسعدي؛ لنزوله فيهم ومخالفته إياهم. وفي "الطبقات": اسم أبيه عبيد، ويُقال: عبد اللَّه، وسيأتي ذكره بعد.
وفي عمر، وعبد الرحمن بن أبي بكر الصديق يقول معن بن أوس المزني في نخل له بأحوس من الأكحل: [الطويل]
لَعَمرُكَ ما غرس بِدارِ مَضِيَعَةٍ ... وَما ربها إِن غابَ عَنها بِخائِفِ
إِنَّ لَها جارَينِ لَن يَغدِرا بِها ... رَبيبَ النَّبيِّ وَابنَ خَيرِ الخَلائِفِ
وفي "كتاب الطبراني الأوسط": ثَنَا محمد بن علي بن شعيب، ثَنَا خالد الحذاء، ثَنَا ابن وهب، ثَنَا عمرو بن الحارث، عن عبد ربه بن سعيد، عن عبد اللَّه بن كعب الحميري، عن عمر بن أبي سلمة قال: سألت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّم تقبيل الصائم؟ فقال: "سَلْ هَذِهِ" لأم سلمة وهي جالسة، فقالت: إنه ليفعل، قلت: يا رسول اللَّه؛ قد غفر لك اللَّه ما تقدَّم من ذنبك وما تأخر، فقال: "إِنِّي واللَّه لأخْشَاكُمْ للَّه تعالى وَأَتْقَاكُمْ". قال أبو القاسم: لا يروى عن عمر إلا بهذا الإسناد، تفرَّد به عمرو بن الحارث انتهى. هذا يوهن قول مَنْ قال: كان صغيرًا حين وفاة النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّم واللَّه تعالى أعلم.
وفي كتاب "الفكاهة والمزاح" قال عبد اللَّه بن الزبير: كان أكبر مِنِّي بسنتين.
وعن عبد اللَّه بن عروة: "أَنَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّم كلم في غلمة ترعرعوا؛ منهم: ابن جعفر، وابن الزبير، وعمر بن أبي سلمة، فقيل: يا رسول اللَّه؛ لو بايعتهم فتصيبهم بركتك، فأتى بهم إليه فبايعوه.
وقال ابن سعد: كان أصغر سنًا من سلمة، وقد حفظ عن رسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّم، قالوا: وفرض عمر بن الخطاب لعبد اللَّه بن عمر في ثلاثة آلاف، ولعمر بن أبي سلمة في أربعة آلاف فكلمه عبد اللَّه في ذلك، فقال: هات أُمًّا مثل أم سلمة، وبعث علي بن أبي طالب إلى أم سلمة رضي اللَّه عنها يوم الجمل أن اخرجي معي، فأبت وقالت: أبعث معك أحبُّ الناس إليَّ؛ فبعثت معه عمر فشهد معه الجمل، واستعمله على فارس. وتُوفي في خِلافة عبد الملك بالمدينة، وكذا ذكر وفاته خليفة وغيره مِمَّن لا يُحْصى كثرة.
وفي "كتاب أبي نعيم الحافظ" كذلك زاد: أسند دون العشرة أحاديث روى عنه

الصفحة 462