كتاب إكمال تهذيب الكمال ط العلمية (اسم الجزء: 5)

قال أبو سعيد ابن يونس: كان مولده في سنة ثلاث وتسعين، وقال الخطيب وابن ماكولا: ولد سنة أربع زاد أبو نصر بمصر. وقال يحيى بن بكير وابن يونس وغير واحد: مات سنة ثمان وأربعين ومائة. زاد أبو سعيد: في شوال كذا ذكره المزي وفيه نظر من حيث إن ابن يونس لم يذكر سنة ثلاث إنما ذكر سنة أربع فقط. على ذلك تضافرت نسخ "تاريخه".
الثاني: لم يقله أبو سعيد استبدادًا، إنما ذكر من قاله له فهو فيه راو.
الثالث: الذي قال: إِنَّ ابن ماكولا زاده، هو ثابت في "كتاب ابن يونس".
الرابع: قول يحيى أخل منه بقوله: ولم يبلغ الستين بيان ذلك قول ابن يونس: أفتى عمرو وهو حينئذٍ شاب، وتُوفي في شوال سنة ثمان وأربعين ومائة، وكان مولده بمصر سنة أربع وتسعين، كما حدَّثنا بوفاته ومولده أحمد بن محمد بن سلامة، عن يحيى بن عثمان بن صالح، عن الحارث بن عبد الرحمن بن عمرو بن الحارث. وقال يحيى بن بكير: مات عمرو سنة ثمان وأربعين ومائة ولم يبلغ الستين.
قال أبو سعيد: وكان عمرو مفتنا في العلم. وعن موسى بن سلمة قال: كان عمرو بن الحارث يخرج من منزله فيجد الناس صفوفًا يسألونه، منهم مَنْ يطلب الفقه، ومنهم من يطلب الحديث، ومنهم مَنْ يَبْتغي تعلم القرآن، ومنهم مَنْ يطلب الشعر، ومنهم من يطلب الفرائض، ومنهم مَنْ يتعلم العربية، ومنهم مَنْ يطلب الحساب؛ فيُجيب كل رجل منهم عَمَّا سأل لا يتلعثم في شيء.
وعن هارون بن عبد اللَّه القاضي: لَمَّا ولي صالح بن علي مصر طلب مؤدبًا لابنه الفضل؛ فذكر له عمرو بن الحارث يحسن المذهب والمعرفة بالقرآن، والعلم فألزمه ابنه.
وعن يحيى بن أيوب قال: كنتُ أرى عمرًا يدخل من باب المسجد وعليه إزاران لا يُساويان ثُلث دينار، ثُمَّ رأيته بعد يدخل في ثوبين، ويَمْشِي متزرًا بأحدهما مُرْتَدِيًا بالآخر يسحبه خلفه.
الخامس: ما ذكره عن أبي نصر ابن ماكولا لم يقله في كتابه إِلا نقلا عن ابن يونس صاحب "تاريخ مصر" واللَّه تعالى أعلم. وفي قول المزي عن خليفة: مات سنة تسع أو ثمان وأربعين نظر؛ لأنَّ الذي في كتاب "الطبقات" نسختي التي كتبت عن موسى بن عمران عن خليفة: سبع أو ثمان وهذا هو عادة المصنفين غالبًا يذكرون السنين على

الصفحة 519