كتاب إكمال تهذيب الكمال ط العلمية (اسم الجزء: 5)

امتناع، وأما رفاعة فهرب فسألوا عمرًا مَنْ أَنت؟
فقال: من إن تركتموه كان أسلم لكم، وإن قتلتموه كان أضر عليكم فسألوه عن أمره فأَبَى أن يخبرهم، فبعث به صاحب الرستاق إلى عامل الموصل عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن عثمان الثقفي، فلما رأى عمرًا عرفه فكتب إلى معاوية يُخْبره فكتب إليه: إنه زعم أنه طعن عثمان تسع طعنات بمشاقص كن معه، وإنا لا نريد أَنْ نَعْتَدِي عليه فأطعنه تسع طعنات كما ذكر أنه طعن عثمان، فأخرج إلى دون الدير الأعلى، فطعن تسع طعنات فمات في الأولى منهن أو الثانية، وفي هذا المشهد يقول الخالدي يمدح بها الأمير أبا عبد اللَّه:
جددت من قبر عمرو مشهدًا ... شهدت له التقى بصلاح غير مجهول
جعلته مسجدًا يتلى به أبدًا ... ما أنزل اللَّه من وحي وتنزيل
هاذي ملائكة الرحمن موقدة ... فيها قناديلها بين القناديل
وفي "كتاب ابن الأثير": وقبره مشهور بظاهر الموصل يُزار، وعليه مشهد كبير، ابتدأ بعمارته أبو عبد اللَّه بن سعيد بن حمدان -ابن عم سيف الدولة وناصر الدولة ابني حمدان- في شعبان سنة ست وثلاثين ومائة.
وجرى بين السُّنَّة والشيعة فِتنة بسبب عمارته انتهى لم أر مؤرخًا معتمدًا قال: إنه قتل بالحرة كما ذكره المزي، وجميع من ذكرنا لم أر فيهم مَنْ قال ذلك فينظر في سلف المزي واللَّه تعالى أعلم. وذكر الكلبي، والبلاذري، وأبو عبيد ابن سلام، وابن حزم، والمبرد، والمستملي، وابن دريد الأزدي.
في كتب الأنساب تأليفهم أنه شهد المشاهد كلها مع علي وقتله عبد الرحمن بن أم الحكم بالجزيرة وكأن المزي. . . على الجزيرة بالحرة واللَّه تعالى أعلم. وذكر بعد هذا يقتضي صواب قوله وهو قوله. . . لما قتله عبد الرحمن بن عثمان الثقفي قبل الحرة فينظر. وفي "تاريخ البخاري": وقال جبير: ثنا عمر بن الحمق ولا يصح عن عمر وأنشد له المرزباني في "معجمه":
يا عمرو يا ابن الحمق بن عمرو ... من معشر شم الأنوف زهر
وذكره خليفة فيمن لا يعرف نسبه إلى أخصِّ آبائه من الأنصار، وقال: قتله عبد الرحمن بن عيسى الثقفي سنة إحدى وخمسين.
وفي كتاب "ليس": الْحُمق كساد العقل، والْحِمق الخفيف اللحن، وبه سُمِّي

الصفحة 528