كتاب إكمال تهذيب الكمال ط العلمية (اسم الجزء: 5)

ورأيت نساء النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّم حججن في زمن المغيرة في هوادج عليها الطيالسة. ورأيت الحارث بن أبي ربيعة والأسود، وعن سفيان: دخلت على أبي إسحاق سنة ست وعشرين وكان قد أصيب ببصره.
وقال الجوزجاني: وكان قوم من أهل الكوفة لا يحمد الناس مذاهبهم، هم رءوس محدثي الكوفة مثل: أبي إسحاق، ومنصور، والأعمش، وزبيد وغيرهم من أقرانهم، احتملهم الناس على صِدق ألسنتهم في الحديث، ووقفوا عندما أرسلوا لما خافوا ألا تكون مخارجها صحيحة.
فأما أبو إسحاق فروى عن قوم لا يعرفون، ولم ينتشر عنهم عند أهل العلم إِلا ما حكى أبو إسحاق عنهم. فإذا روى تلك الأشياء التي إذا عرضها الأئمة على ميزان القسط الذي جرى عليه سلف المسلمين وأئمتهم الذين هم الموئل لم تتفق عليها، كان التوقف في ذلك عندي الصواب؛ لأن السلف أعلم بقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّم. وقال وهب بن زمعة: سمعت عبد اللَّه يقول: إِنَّمَا أفسد حديث أهل الكوفة أبو إسحاق والأعمش.
قال الجوزجاني: وكذا، حدَّثني إسحاق بن إبراهيم، ثنا جرير قال: سمعت مغيرة يقول غير مَرَّة: أهلك أهل الكوفة أبو إسحاق وأعمشكم هذا. قال إبراهيم: وكذلك عندي من بعدهم إذ كانوا على مراتبهم من مذموم المذهب وصدق اللسان.
وفي "تاريخ ابن أبي خيثمة": عن حميد بن عبد الرحمن الرؤاسي قال: قَدِم علينا عمر بن يوسف. كذا قال: والصواب يوسف بن عمر واليًا على الكوفة، فأخرج بنو أبي إسحاق أبا إسحاق على برذون يطلب صلته، وقد كانوا أنكروه قبل قدومه بزمان. قال يحيى: وسمع منه ابن عيينة بعد هذا.
وفي قول المزي: عن يعقوب: إِنَّما نسبوا إلى السبيع؛ لنزولهم في جبانة السبيع نظر، وذلك أن المحلة التي بالكوفة إِنَّما عرفت بالسبيع؛ لنزول هذه القبيلة فيها لا أن القبيلة عرفت بالسبيع لنزولها في هذه المحلة. واللَّه -تعالى- أعلم.
وفي تاريخ أبي إسحاق السعدي الجوزجاني: سمع أبو إسحاق من الحارث الأعور ثلاثة أحاديث.
وفي رسالة أبي داود السجستاني: لم يسمع أبو إسحاق من الحارث الأعور إِلا أربعة أحاديث ليس فيها شيء مسند.

الصفحة 567