كتاب نشوار المحاضرة وأخبار المذاكرة (اسم الجزء: 5)
تقدّمت فحززت رأسه، وفصلته عن بدنه، لتزول عنّي الشبهة في أمره، ووقفت موضعي.
فلما أبطأ خروجه على الجارية، قالت للعجوز: قومي انظري أيش خبره؟
فقامت العجوز المسماة صيد، تطلبه، وجاءت إلى البيت، تقول:
يا سيدي، لم ليس تخرج؟ أين أنت؟
فما تكلمت.
فدخلت إلى البيت، فضربتها في ساقها أيضا، فقعدت زمنة، فحين جلست، جررت برجلها، فأخرجتها إلى برّا، وقلت: مرحبا يا صيد، إلى كم تصطادين ولا تصادين؟ وقتلتها.
وخرجت إلى الدار، وتكلمت بلسان فصيح، وقد كنت أكلمهم بلسان الخراسانية، فأيقنت الجارية بالهلاك.
ثم قلت لها: أنا الرجل الذي فعلت بي كذا وكذا.
قالت: فأين الأسود؟
فقلت: قتلته، وهذا رأسه.
قالت: سألتك بالله، إلّا قتلتني بعده، فلا حاجة لي في الحياة.
فقلت: ليس تحتاجين إلى مسألتي في هذا، فإني أفعله، ولكن أين الأموال؟ وإلّا عذبتك، ولم أقتلك، وأخرجتك إلى السلطان، فحصلت في العقوبات.
فقالت: افتح ذلك البيت، وذلك البيت.
ففتحت أبوابا، فخرج عليّ منها أمر عظيم.
فقلت: الأموال.
وما زلت أقرّرها، وكلّما امتنعت، ضربتها بالسيف، إلى أن عرّفتني