كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه (اسم الجزء: 5)

قوله: {إِنَّا أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ} [صَ: 46]؛ قال: بِهَمِّ الآخرة (¬1).
وروى ابن جرير عن مجاهد رحمه الله تعالى قال في الآية: بذكر الآخرة ليس لهم همٌّ ولا ذكرٌ غيرها (¬2).
وروى ابن أبي الدنيا في كتاب "النية والإخلاص" عن بعض الحكماء قال: ما رأيت عاقلاً قط إلا والآخرة أكثر همه (¬3).
وروى هو في كتاب "الحزن"، وابن ماجه عن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أَعْظَمُ النَّاسُ هَمًّا الْمُؤْمِنُ؛ يَهْتَمَّ بِأَمْرِ دُنْيَاهُ وَأَمْرِ آخِرِتهِ" (¬4).
وروى ابن أبي الدنيا عن الربيع بن خثيم رحمه الله تعالى قال: ما أجد في الدنيا أشدَّ همًّا من المؤمن؛ شارك أهل الدنيا في همِّ المعاش، وتفرَّد بهمِّ آخرته (¬5).
وروى الترمذي عن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ كَانَتِ الآخِرَةُ هَمَّهُ جَعَلَ اللهُ غِنَاهُ فِيْ قَلْبِهِ وَجَمَعَ لَهُ شَمْلَهُ وَأتَتَهُ الدُّنْيَا وَهِيَ
¬__________
(¬1) رواه ابن أبي الدنيا في "الهم والحزن" (ص: 47).
(¬2) رواه الطبري في "التفسير" (23/ 171).
(¬3) وذكره الغزالي في "إحياء علوم الدين" (4/ 451) عن الحسن، ولفظه: ما رأيت عاقلاً قط إلا أصبته من الموت حَذِراً وعليه حزيناً.
(¬4) رواه ابن أبي الدنيا في "الهم والحزن" (ص: 75)، وابن ماجه (2143).
وفيه يزيد بن أبان الرقاشي، وهو ضعيف.
(¬5) رواه ابن أبي الدنيا في "الهم والحزن" (ص: 75).

الصفحة 11