كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه (اسم الجزء: 5)

رَاغِمَةٌ، وَمَنْ كَانَتِ الدنيَا هَمَّهُ جَعَلَ اللهُ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وَفَرَّقَ عَلَيْهِ شَمْلَهُ، وَلَمْ يَأْتِهِ مِنَ الدُّنْيَا إِلاَّ مَا قُدِّرَ لَهُ" (¬1).
وروي نحوه عن زيد بن ثابت، وأبي الدرداء - رضي الله عنهما - (¬2).
وروى ابن ماجه عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: سمعت نبيكم - صلى الله عليه وسلم - يقول: "مَنْ جَعَلَ الْهُمُوْمَ هَمًّا وَاحِدًا -هَمَّ الْمَعَادِ- كَفَاهُ اللهُ تَعَالَى هَمَّ دُنْيَاهُ، وَمَنْ تَشَعَّبَتْ بِهِ الْهُمُوْمُ [في] أَحْوَالَ الدُّنْيَا لَمْ يُبَالِ اللهُ فِيْ أَيِّ أَوْدِيَتِهِ (¬3) هَلَكَ" (¬4).
وفي المعنى قيل: [من مجزوء الخفيف]
لَذَّ قَوْمٌ فَأَسْرَفُوا ... وَرِجالٌ تَخَوَّفُوا (¬5)
جَعَلُوا الْهَمَّ واحِداً ... وَمَضَوْا ما تَخَلَّفُوا
يا لفِتِيْانِ جَنَّةٍ (¬6) ... آثَرُوْها فَأَسْعَفُوا (¬7)
¬__________
(¬1) رواه الترمذي (2465).
(¬2) انظر: "مجمع الزوائد" للهيثمي (10/ 247).
(¬3) في "مسند البزار": "أوديتها" بدل "أوديته".
(¬4) رواه ابن ماجه (4106)، وكذا رواه البزار في "المسند" (1638). قال أبو حاتم: هذا حديث منكر، ونهشل بن سعيد متروك الحديث. انظر: "علل الحديث" لابن أبي حاتم (2/ 122). لكن للحديث شواهد قد يتقوى بها.
(¬5) في "حلية الأولياء": "تقشفوا" بدل "تخوفوا".
(¬6) في "حلية الأولياء": "طالبين" بدل "يا لفتيان".
(¬7) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (9/ 384) من قول ذي النون.

الصفحة 12