كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه (اسم الجزء: 5)

الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ (84)} [يوسف: 84].
روى ابن أبي الدنيا في كتاب "الحزن" عن الحسن رحمه الله تعالى قال: كان بين خروج يوسف عليه السلام من عند يعقوب عليه السلام إلى أن رجع ثمانين سنة، فما فارق الحزن قلبه، وما زال يبكي حتى ذهب بصره، قال: والله إن كان على الأرض يومئذ [بشر] أكرم على الله من يعقوب (¬1).
وروى ابن جرير عنه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنه سُئِلَ ما بلغ وَجْدُ يعقوب على ابنه عليهما السلام؟ قال: وَجْدَ سَبْعِيْنَ ثَكْلَىْ، قيل: فما له من الأجر؟ قال: أَجْرُ مِئَةِ شَهِيْدٍ، وَمَا سَاءَ ظَنُّهُ بِاللهِ سَاعَةً مِنْ لَيْلٍ وَلاَ نهارٍ (¬2).
وروى ابن المبارك، وعبد الرزاق، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وأبو الشيخ عن قتادة في قوله: {فَهُوَ كَظِيمٌ (84)} [يوسف: 84] قال: كظم الحزن، فلم يقل إلا خيرًا.
وفي رواية: يردد حزنه في جوفه، ولم يتكلم بسوء (¬3).
وروى ابن أبي حاتم عن الأحنف بن قيس رحمه الله: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إِنَّ داوُدَ عَلَيَّه السَّلاَمُ قَالَ: يَا رَبِّ! إنَّ بَنِيْ إِسْرَائِيلَ يَسْأَلُوْنَكَ
¬__________
(¬1) رواه ابن أبي الدنيا في "الهم والحزن" (ص: 30).
(¬2) رواه الطبري في "التفسير" (13/ 46).
(¬3) رواه ابن المبارك في "الزهد" (1/ 159)، وعبد الرزاق في " التفسير" (2/ 327)، والطبري في "التفسير" (13/ 40)، وابن أبي حاتم في "التفسير" (7/ 2187).

الصفحة 26