كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه (اسم الجزء: 5)

قال: قال آدم عليه السلام: كنا نسلاً من نسل الجنة فسبانا إبليس بالمعصية إلى الدنيا، فليس لنا فيها إلا الهم والحزن حتى نرد إلى الدار التي خرجنا منها (¬1).
وقال: حدثني عمر بن بكير النحري عن شيخ من قريش قال: كان إبراهيم خليل الرحمن عليه الصلاة والسلام لا يرفع طرفه إلى السماء إلا اختلاسًا، ويقول: اللهم نَعِّم عيشي في الدنيا بطول الحزن فيها (¬2).
وروى هو والطبراني، والحاكم في "المستدرك" عن أبي الدرداء - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. "إِنَّ اللهَ يُحِبُّ كُلَّ قَلْبٍ حَزِيْنٍ" (¬3).

44 - ومنها: الرجاء والطمع في رحمة الله، والرغبة فيما عنده (¬4).
قال تعالى: {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا (90)} [الأنبياء: 90].
قال ابن زيد رحمه الله: أي: طمعًا وخوفًا، وليس ينبغي لأحدهما
¬__________
(¬1) رواه ابن أبي الدنيا في "الهم والحزن" (ص: 30).
(¬2) رواه ابن أبي الدنيا في "الهم والحزن" (ص: 76).
(¬3) رواه ابن أبي الدنيا في "الهم والحزن" (ص: 28)، والطبراني في "مسند الشاميين" (1480)، والحاكم في "المستدرك" (7884) وصححه، وتعقبه الذهبي بقوله: مع ضعف أبي بكر - بن أبي مريم - منقطع.
(¬4) كرّر المصنف - رحمه الله - ما كان ذكره برقم (38) حيث قال هناك: ومنها الرجاء والطمع في رحمة الله تعالى، ثم ذكر هناك بعضًا مما سرده هنا.

الصفحة 29