كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه (اسم الجزء: 5)

وروى أبو الشيخ في كتاب "العقيقة" عن موسى بن علي بن رباح، عن أبيه رحمهما الله: أنَّ إبراهيم عليه السلام أُمِرَ أن يختتن وهو ابن ثمانين سنة، فعجل واختتن بالقدوم، فاشتدَّ عليه الوجع، فدعا ربه، فأوحى إليه أنك عجلت قبل أن نأمرك بآلته، قال: يا رب! كرهت أن أُؤخر أمرك (¬1).
وقال تعالى لهذه الأمة: {فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا (148)} [البقرة: 148].
وفسَّر أبو العالية الاستباق في الآية بالمسارعة (¬2).
وقال تعالى: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ (133)} [آل عمران: 133]؛ أي: إلى ما يؤدي إليها.
أمر سبحانه هذه الأمة بما مدح به النبيين.
وروى الإمام أحمد في "الزهد" عن عمر - رضي الله عنه - قال: التؤدة في كل شيء خيرٌ إلا ما كان من أمر الآخرة (¬3)؛ أي: فإنَّ المسارعة فيه خير.
وأخرجه أبو داود من حديث سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - (¬4).
¬__________
(¬1) ورواه أبو نعيم في "تاريخ أصبهان" (1/ 385)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (8/ 326).
(¬2) رواه ابن أبي حاتم في "التفسير" (1/ 257).
(¬3) رواه الإمام أحمد في "الزهد" (ص: 119)، ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (35619).
(¬4) تقدم تخريجه.

الصفحة 32