كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه (اسم الجزء: 5)

خفة الحساب (¬1).
وإن كان ثواب الورع ذلك؛ لأنَّ الجزاء من جنس العمل، والورع من لازمه محاسبة النفس.
قال يونس بن عبيد رحمه الله تعالى: الورع الخروج من كل شبهة، ومحاسبة النفس مع كل طَرفة (¬2).
وروى ابن أبي الدنيا عن ابن عباس - رضي الله عنهما -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "أَوْحَىْ اللهُ عز وجل إِلَىْ مُوْسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ: يَا مُوْسَىْ! إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ عَبْدٍ يَلْقَانِيْ يَوْمَ القِيَامَةِ إِلاَّ ناَقَشْتُهُ الْحِسَابَ، وَفتَّشْتُهُ عَمَّا كَانَ فِيْ يَدَيْهَ إِلاَّ الوَرِعِيْنَ؛ فَإِنِّيْ أسْتَحْيِيْهِمْ وَأُجِلُّهُمْ، وَأُكْرِمُهُمْ وَأُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ" (¬3).

48 - ومنها: الصيانة مع حسن الوجه وجمال الصورة.
وليس في الأنبياء عليهم السلام إلا حسن الصورة، وكلهم معصومون.
وفي الحديث الصحيح: "إِنَّ يُوْسُفَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ أُعْطِيَ شَطْرَ الحُسْنِ، وَإِنَّ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ خَلَقَهُ الرَّحْمَنُ عَلَىْ صُوْرَتهِ" (¬4).
¬__________
(¬1) انظر: "الرسالة القشيرية" (ص: 147).
(¬2) رواه البيهقي في "الزهد الكبير" (ص: 316).
(¬3) رواه ابن أبي الدنيا في "الورع" (ص: 111). ورواه الطبراني مطولاً وسيأتي بتمامه قريبًا.
(¬4) الشطر الأول من الحديث رواه مسلم (162) عن أنس - رضي الله عنه -، والشطر الثاني رواه البخاري (5873)، ومسلم (2841) عن أبي هريرة - رضي الله عنه -.

الصفحة 39