كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه (اسم الجزء: 5)

الوجوه ما انتقل به أهلها إلى قبح الصورة وبشاعة المنظر حتى حمل بعض العلماء المسخ الذي يكون في بعض هذه الأمة في آخر الزمان على هذا، والله سبحانه أعلم.

49 - ومنها: ذم الدنيا وتحقيرها.
قال الله تعالى: {قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ (77)} [النساء: 77].
أمر نبيه - صلى الله عليه وسلم - بتقليل الدنيا وذمها، وذلك مما أجمع عليه أنبياء الله تعالى.
وروى أبو الحسن بن جهضم عن السري السقطي رحمه الله تعالى قال: قال عيسى بن مريم عليهما السلام: الدنيا مزرعة إبليس، وأنتم - أي: معاشرَ المشتغلين بها المكبين عليها - عمَّارُها؛ أي: مستخدموه في عمارتها وحراستها (¬1).
وروى البيهقي في "الشعب" عن الحسن رحمه الله مرسلاً قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "حُبُّ الدُّنْيَا رَأسُ كُلِّ خَطِيْئَةٍ" (¬2).
¬__________
(¬1) ورواه البيهقي في "الزهد الكبير" (ص: 139).
(¬2) رواه البيهقي في "شعب الإيمان" (10501). وذكره أبو الفضل المقدسي من جملة الأحاديث الموضوعة كما في "تذكرة الموضوعات" (ص: 37)، وعلى الحديث كلام طويل بين أهل العلم. انظر: "مجموع الفتاوى" لشيخ الإسلام (11/ 107)، و"المقاصد الحسنة" للسخاوي (ص: 296)، و"تدريب الراوي" للسيوطي (1/ 287).

الصفحة 41