كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه (اسم الجزء: 5)

عند الشهوات (¬1).
وروى ابن أبي الدنيا عن ثابت البناني رحمه الله - مرسلاً - قال: لما بُعِثَ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال إبليس لشياطينه: لقد حدث أمر فانظروا ما هو، فانطلقوا ثم جاءوه فقالوا: ما ندري، قال إبليس: أنا آتيكم بالخبر، فذهب وجاء، وقال: قد بعث محمد - صلى الله عليه وسلم -.
قال فجعل يرسل شياطينه إلى أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - فينصرفون خائبين، ويقولون: ما رأينا قوماً قط مثل هؤلاء نُصيب منهم، ثم يقومون إلى صلواتهم فيمحى ذلك، فقال إبليس: رويداً بهم! عسى الله يفتح لهم الدنيا؛ فهناك تصيبون حاجتكم منهم (¬2).
وروى أبو نعيم عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: لما ضرب الدينار والدرهم أخذه إبليس ووضعه على عينيه، وقال: أنت ثمرة قلبي وقرة عيني، وبك أكفر وبك أدخل النار، رضيت من ابن آدم أن يعبدني في حب الدينار والدرهم (¬3).
¬__________
(¬1) رواه عبد الله ابن الإمام أحمد في "زوائد الزهد" (ص: 95)، وكذا أبو نعيم في "حلية الأولياء" (5/ 252)، وعندهما: "ابن حلبس" بدل "يزيد بن ميسرة"، وابن حلبس هو: يونس بن ميسرة بن حلبس.
(¬2) رواه ابن أبي الدنيا في "الزهد" (ص: 230).
(¬3) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (1/ 328)، وعنده: "بحب الدنيا أن يعبدك" بدل "أن يعبدني في حب الدينار والدرهم".

الصفحة 567