كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه (اسم الجزء: 5)
لا تَلُمِ الْمَرْءَ عَلى بُخْلِهِ ... وَلُمْهُ يا صاحِ عَلى نَحْلِهِ
لا عَجَبَ بِالْبُخْلِ مِنْ ذِي حِجَى ... يُكْرَمُ ما يُكْرَمُ مِنْ أَجْلِهِ (¬1)
وقد عارضته فقلت، وعن الحق ما حلت رادًا عليه، ومشيرًا إليه: [من السريع]
لا تَلُمِ الْمَرْءَ عَلى بَذْلِهِ ... وَلُمْهُ وَاعْتُبْهُ عَلى بُخْلِهِ
وَلا تَقُلْ مُعْتَذِرًا إِنَّهُ ... يُكْرَمُ ما يُكْرَمُ مِنْ أَجْلِهِ
ذُو الْمالِ لا يُكْرِمُهُ مُكْرِمٌ ... إِلاَّ لِما يَصْنعُ مِنْ بَذْلِهِ
وَمَنْ يَقُلْ غَيْرَ الَّذِي قُلْتُهُ ... فَذاكَ لا شُبْهَةَ فِي جَهْلِهِ
قَدْ أَشْبَهَ الشَّيْطانَ فِي قَوْلهِ ... هَذا فَحاذِرْهُ وَفِي فِعْلِهِ
فَاللهُ قَدْ واعَدَ أَهْلَ النَّدى ... بِالْفَضْلِ وَالْغُفْرانِ مِنْ أَجْلِهِ
فَكُلُّ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ مالِهِ ... أَمَدَّهُ مَوْلاهُ مِنْ فَضْلِهِ
ولا يخفى ما في ذلك من التلميح بقوله تعالى: {الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا} [البقرة: 268].
قال ابن عباس - رضي الله عنه -: اثنتان من الله تعالى، واثنتان من الشيطان؛ {الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ} [البقرة: 268]؛ يقول: لا تنفق مالك
¬__________
(¬1) انظر: "الصناعتين" للعسكري (ص: 428).
الصفحة 572