كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه (اسم الجزء: 5)

* تَنْبِيْهانِ:
الأَوَّلُ: ذكر النووي، وغيره أنه يقال: أنفق في الخير، وأما في الشر فيقال: غرم وخسر.
قلت: هذا في الغالب، ومن غير الغالب ما نقلناه عن ابن مسعود، وابن عباس، وعلي، ومجاهد - رضي الله عنهم -.
الثَّانِي: البخل والتقتير تفريط، والإسراف والتبذير إفراط، وكلا طرفي قصد الأمور ذميم.
وهما من أعمال الشيطان، والقصد بين الطرفين هو السنة في كل مقام، ولذلك قال مطرف: عمل المؤمن حسنة بين السيئتين (¬1).
وقال رحمه الله: خير الأمور أوساطها. رواه البيهقي في "الشعب" (¬2).
وروى الإمام أحمد، والحاكم وصححه، والبيهقي في "السنن" عن بريدة رضي الله تعالى عنه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "عَلَيْكُمْ هَدْيًا قَاصِدًا؛ فَإِنَّهُ مَنْ يُشَادَّ هَذَا الدِّيْنَ غَلَبَهُ" (¬3).
وقال الله تعالى: {وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا} [الإسراء: 29].
¬__________
(¬1) رواه البيهقي في "شعب الإيمان" (3888)، والطبري في "التفسير" (19/ 38).
(¬2) رواه البيهقي في "شعب الإيمان" (6601).
(¬3) رواه الإمام أحمد في "المسند" (5/ 350)، والحاكم في "المستدرك" (1176)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/ 18).

الصفحة 581