كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه (اسم الجزء: 5)

بها، وحديث الاستخارة وتعليم النبي - صلى الله عليه وسلم - إياها في "صحيح البخاري" و"سنن الأربعة" رحمهم الله تعالى، وهما قرينتان (¬1).
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَا خَابَ مَنِ اسْتَخَارَ، وَلاَ نَدِمَ مَنِ اسْتَشَارَ، ولاَ عَالَ مَنِ اقْتَصَدَ". رواه الطبراني في "الكبير" عن أنس - رضي الله عنه - (¬2).
وروى ابن أبي شيبة، والبيهقي عن يحيى بن أبي كثير رحمه الله تعالى قال: قال سليمان بن داود لابنه عليهم السلام: يابني! لا تقطع أمرًا حتى تؤامر مرشداً؛ فإنك إذا فعلت لم تحزن عليه (¬3).
وقال الحسن رحمه الله: ما تشاور قومٌ إلا هدوا لأرشد أمرهم (¬4).

* تَنْبِيْهٌ:
لا يلزم أن يكون المستشار أفضل من المستشير ولا أعلم منه، بل يستشيره وإن كان دونه؛ ألا ترى أن الله تعالى أمر نبيه - صلى الله عليه وسلم - أن يستشير أصحابه وهم دونه؟
وروى ابن عساكر عن محمد ابن الإمام عبد الرحمن الأوزاعي رحمهما الله: أنه سمع أباه يقول: ما من أحدٍ يشاور من هو دونه في
¬__________
(¬1) رواه البخاري (6019)، وأبو داود (1538)، والترمذي (480)، والنسائي (3253)، وابن ماجه (1383) عن جابر - رضي الله عنه -.
(¬2) تقدم تخريجه.
(¬3) رواه ابن أبي شيبة في "المصنف " (26272)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (8393).
(¬4) رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (26275).

الصفحة 61