كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه (اسم الجزء: 5)

مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [التوبة: 128].
وقال أبو سليمان الداراني رحمه الله تعالى: الرضا عن الله تعالى والرحمة للخلق درجة المرسلين. رواه أبو نعيم (¬1).
وروى هو وغيره عن ابن مسعود - رضي الله عنه - في قوله تعالى: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ} [التوبة: 114] قال: الأواه: الرحيم (¬2).
وعن قسامة بن زهير رحمه الله تعالى قال: بلغني أنَّ إبراهيم عليه السلام حدث نفسه أنه أرحم الخلق، قال: فرفعه الله حتى أشرف على أهل الأرض وأبصر أعمالهم، فلمَّا رآهم وما يفعلون قال: يا رب! دمر عليهم، فقال له ربه - عز وجل -: أنا أرحم بعبادي منك يا إبراهيم، فاهبط فلعلهم يتوبون ويرجعون (¬3).
وروى الإمام أحمد في "الزهد" عن عبد الرحمن بن أبزى - رضي الله عنه - قال: قال داود لسليمان عليهما السلام: كن لليتيم كالأب الرحيم، واعلم أنك كما تزرع كذلك تحصد (¬4).
وروى الأصبهاني في "الترغيب" عن كعب رحمه الله قال: قال الله تعالى: يا موسى! أتريدُ أن أملأ مسامعك يوم القيامة بما يسرُّك؟ ارحم
¬__________
(¬1) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (9/ 262).
(¬2) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (4/ 206)، والطبري في "التفسير" (11/ 48).
(¬3) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (3/ 104).
(¬4) ورواه البخاري في "الأدب المفرد" (138).

الصفحة 77