كتاب العقوبات لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

11 - حدثنا الزبير بن أبي بكر، قال: حدثني أبو ضمرة، عن نافع بن عبد الله، عن فروة بن قيس المكي، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عمر، قال: كنت عاشر عشرة رهط من المهاجرين عند رسول الله، فأقبل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بوجهه فقال: يا معشر المهاجرين، خمس خصال، وأعوذ بالله أن تدركوهن: ما ظهرت الفاحشة في قوم قط حتى أعلنوا بها، إلا ابتلوا بالطواعين والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم الذين مضوا، ولا نقص قوم المكيال والميزان إلا ابتلوا بالسنين وشدة المئونة وجور السلطان، وما منع قوم زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء، ولولا البهائم لم يمطروا، ولا خفر قوم العهد إلا سلط عليهم عدوهم من غيرهم, فأخذوا بعض ما في أيديهم، وما لم تعمل أئمتهم بما أنزل الله عز وجل ويتخيروا في كتاب الله عز وجل إلا جعل الله عز وجل بأسهم بينهم.
12 - حدثنا خلف بن هشام، قال: حدثنا أبو شهاب، عن العلاء بن المسيب، عن عمرو بن مرة، عن سالم, يعني ابن أبي الجعد، عن أبي عبيدة، عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن من كان قبلكم كان إذا عمل العامل فيهم بالخطيئة، نهاه الناهي تعذيرا، فإذا كان الغد جالسه وواكله وشاربه، كأنه لم يره على خطيئة بالأمس، فلما رأى الله تبارك وتعالى ذلك منهم ضرب بقلوب بعضهم على بعض، ثم لعنهم على لسان نبيهم داود, وعيسى ابن مريم {ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون} والذي نفس محمد بيده، لتأمرن بالمعروف، ولتنهون عن المنكر، ولتأخذن على يد السفيه، فلتأطرنه على الحق أطرا، أو ليضربن الله عز وجل بقلوب بعضكم على بعض، ثم ليلعننكم كما لعنهم.

الصفحة 108