كتاب العقوبات لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

34 - حدثني الحسن بن الصباح، قال: حدثنا أبو نصر التمار، قال: حدثني كوثر، عن نافع، عن ابن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: والذي نفسي بيده، لا تقوم الساعة حتى يبعث الله عز وجل أمراء كذبة، ووزراء فجرة، وأعوانا خونة، وعرفاء ظلمة، وقراء فسقة، سيماهم سيماء الرهبان، قلوبهم أنتن من جيفة، أهواؤهم مختلفة، فيفتح الله لهم فتنة غبراء مظلمة، فيتهاوكون فيها كتهاوك اليهود, والذي نفس محمد بيده، لينتقضن عرى الإسلام عروة عروة، حتى لا يقال: الله الله, لتأمرن بالمعروف, ولتنهون عن المنكر، أو ليسلطن الله عليكم شراركم، فليسومونكم سوء العذاب، ثم يدعو خياركم فلا يستجاب لهم, لتأمرن بالمعروف, ولتنهون عن المنكر، أو ليبعثن الله عليكم من لا يرحم صغيركم, ولا يوقر كبيركم، ومن لم يرحم صغيرنا, ويوقر كبيرنا فليس منا.
35 - حدثني محمد بن علي بن الحسن بن شقيق، قال: أخبرنا إبراهيم بن الأشعث، قال: أخبرنا عبد الرحيم بن زيد العمي، عن أبيه، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما طفف قوم كيلاً، ولا بخسوا ميزانا، إلا منعهم الله القطر، وما ظهر في قوم الزنا إلا ظهر فيهم الموت، وما ظهر في قوم الربا إلا سلط الله تعالى عليهم الجنون، وما ظهر في قوم القتل، فقتل بعضهم بعضا، إلا سلط الله تعالى عليهم عدوهم، وما ظهر في قوم عمل قوم لوط إلا وظهر فيهم الخسف، وما ترك قوم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلا لم ترفع أعمالهم، ولم يسمع دعاؤهم.

الصفحة 115