كتاب العقوبات لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

36 - حدثنا إبراهيم بن عبد الله الهروي، قال: أخبرنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك، قال: حدثني عمرو بن عثمان بن هانئ، عن عاصم بن عمر بن عثمان، عن عروة، عن عائشة، رضي الله عنها قالت: دخل علي النبي صلى الله عليه وسلم, وقد حفزه النفس، فعرفت في وجهه أن قد حفزه شيء، فما تكلم حتى توضأ وخرج، فلصقت بالحجرة، فصعد المنبر, فحمد الله وأثنى عليه, ثم قال: أيها الناس، إن الله عز وجل يقول لكم: مروا بالمعروف، وانهوا عن المنكر، قبل أن تدعوني فلا أجيبكم، وتسألوني فما أعطيكم، وتستنصروني فلا أنصركم.
37 - حدثنا محمد بن علي بن الحسن، عن إبراهيم بن الأشعث، قال: سمعت الفضيل بن عياض يقول: ذكر عن نبي الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: إذا عظمت أمتي الدنيا نزعت منها هيبة الإسلام، وإذا تركت الأمر بالمعروف, والنهي عن المنكر, حرمت بركة الوحي.
قال أبو إسحاق: وبلغني أن ابن المبارك سئل: أي الأعمال أفضل؟ قال: النصح لله عز وجل، فقيل: الأمر بالمعروف, والنهي عن المنكر؟ قال: جهاد، إذا نصح ألا يأمر ولا ينهى؟.
38 - حدثني محمد بن الحسين، قال: حدثني أبو المنذر إسماعيل بن عمر, قال: سمعت أبا عبد الرحمن العمري [يقول]: إن من غفلتك عن نفسك إعراضك عن الله عز وجل بأن ترى ما يسخطه فتجاوزه، لا تأمر فيه ولا تنهى؛ خوفا ممن لا يملك ضرا ولا نفعا, قال: وسمعته يقول: من ترك الأمر بالمعروف, والنهي عن المنكر من مخافة المخلوقين, نزعت منه هيبة الطاعة، فلو أمر ولده أو بعض مواليه لاستخف به.

الصفحة 116