كتاب العقوبات لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

39 - حدثنا أبو خيثمة، قال: أخبرنا جرير بن عبد الحميد، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، قال: قرأ أبو بكر رضي الله عنه هذه الآية: {يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم} قال: إن الناس يضعون هذه الآية على غير موضعها، ألا وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن القوم إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه، أو المنكر فلم يغيروه، عمهم الله عز وجل بعقابه.
40 - حدثني يحيى بن يزيد الأهوازي، قال: حدثنا أبو همام الأهوازي، عن مروان بن سالم، عن عبد الرحمن بن عمرو، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا خفيت الخطيئة لم تضر إلا صاحبها، فإذا ظهرت فلم تغير ضرت العامة.
41 - أخبرنا أحمد بن جميل، قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك، قال: أخبرنا عتبة بن أبي حكيم، قال: حدثني عمرو بن جارية اللخمي، قال: حدثني أبو أمية الشعباني، قال: أتيت أبا ثعلبة الخشني, صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا أبا ثعلبة، كيف تصنع في هذه الآية؟ [قال: أية آية]؟ قلت: قول الله عز وجل: {يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم} قال: أما والله لقد سألت عنها خبيرا، لقد سألت عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: بل ائتمروا بالمعروف, وتناهوا عن المنكر، حتى إذا رأيت شحا مطاعا، وهوى متبعا، ودنيا مؤثرة، وإعجاب كل ذي رأي برأيه، فعليك بنفسك، ودع عنك أمر العوام؛ فإن من ورائكم أيام الصبر، صبر فيهن مثل قبض على الجمر، للعامل منهم مثل أجر خمسين رجلا يعملون على مثل عمله, وزادني غيره قال: يا رسول الله، أجر خمسين منهم؟ قال: أجر خمسين منكم.
117 - حدثنا أبو عبد الرحمن القرشي، والحسين بن علي، قالا: حدثنا محمد بن فضيل، عن مسلم الأعور، عن مجاهد، عن عبد الله بن عمر, قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما فتح الله على عاد من الريح التي أهلكوا فيها إلا مثل موضع الخاتم, قال: فمرت بأهل البادية، فحملت مواشيهم وأموالهم، فجعلتهم بين السماء والأرض، فلما رأى ذلك أهل الحاضرة من عاد الريح وما فيها قالوا: هذا عارض ممطرنا، قال: فألقت أهل البادية ومواشيهم على الحاضرة.

الصفحة 117