كتاب العقوبات لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

99 - وحدثني الحسين بن علي العجلي، قال: حدثنا أبو أسامة، قال: حدثنا عوف، قال: حدثنا خالد الربعي، قال: كان في بني إسرائيل رجل قد قرأ الكتب، وأنه طلب بقراءته الشرف في الدنيا، وأنه لبث لذلك حتى بلغ سنا، فبينا هو ذات ليلة قائم على فراشه يفكر في نفسه, فقال: هب هؤلاء الناس لا يعلمون ما ابتدعت، أليس الله عز وجل قد علم ما ابتدعت؟ وقد قرب أجلي، فلو أني تبت؟ قال: فتاب، فبلغ من اجتهاده أنه خرق ترقوته، فجعل فيها سلسلة، ثم أوثقها إلى سارية من سواري المسجد, ثم قال: لا أبرح حتى يرى الله عز وجل مني توبة، أو أموت في مكاني هذا, وكان لا يستنكر الوحي لبني إسرائيل، فأوحى الله عز وجل إلى نبي من أنبيائهم في شأنه: إنك لو كنت أصبت ذنبا فيما بيني وبينك تبت عليك، بالغا ما بلغ، ولكن كيف بمن أضللت فأدخلهم جهنم؟ فإني لا أتوب عليك.
100 - حدثني محمد بن الحارث المقرئ، قال: حدثنا سيار بن حاتم، قال: حدثنا جعفر، قال: سمعت مالك بن دينار، سنة الحطمة يقول: بلغني أنه ما من أمة سقطت من عين الله عز وجل, إلا ضرب الله عز وجل كبارها بالجوع.
101 - حدثنا علي بن مسلم، قال: أخبرنا سيار، قال: أخبرنا جعفر، قال: حدثنا عنبسة الخواص، عن قتادة: إن دواب الأرض تدعو على خطائي بني آدم إذا احتبس القطر في السماء, يقولون: هذا عمل عصاة بني آدم، لعن الله عصاة بني آدم.
102 - حدثنا علي بن الحسين بن إبراهيم العامري، قال: أخبرنا علي بن عاصم، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن الحسن، عن أبي بن كعب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله خلق آدم رجلا طوالاً كأنه نخلة سحوق، كثير شعر الرأس، فلما ذاق الشجرة سقط عنه لباسه، فأول ما بدا منه عورته، فلما نظر إليها جعل يشتد في الجنة، فتعلق شعره بعض من أغصان الجنة، فناداه الرحمن جل وعز: يا آدم، مني تفر؟ فلما سمع كلام الرحمن قال: يا رب، لا, ولكن استحياء منك، أرأيت إن تبت ورجعت، أعائدي إلى الجنة؟ قال: نعم يا آدم, فذلك قوله تعالى: {فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم}.

الصفحة 131