كتاب العقوبات لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

111 - حدثني محمد بن الحسين، قال: حدثني عبد الله بن الفرج، عن فتح الموصلي، قال: قال آدم عليه السلام لابنه: بني، كنا نسلاً من نسل الجنة، خلقنا كخلقهم، وغذينا بغذائهم، فسبانا عدونا إبليس بالخطيئة، فليس لنا فرج ولا راحة إلا الهم والعناء والنصب، حتى نرد إلى الدار التي أخرجنا منها.
112 - حدثني محمد، حدثنا عبيد الله بن موسى، قال: حدثنا موسى بن عبيدة، عن محمد بن المنكدر، قال: مكث آدم في الأرض أربعين سنة ما يبدي عن واضحه، ولا ترقأ له دمعة، فقالت له حواء: قد استوحشنا إلى أصوات الملائكة، ادع ربك عز وجل يسمعنا أصواتهم، فقال: ما زلت أستحيي من ربي عز وجل أن أرفع رأسي إلى أديم السماء مما صنعت.
113 - وحدثني محمد بن الحسين، قال: حدثنا يحيى بن إسحاق البجلي، قال: حدثنا عمارة بن زاذان الصيدلاني، عن يزيد الرقاشي، قال: لما طال بكاء آدم صلى الله عليه وسلم على الجنة, قيل له في ذلك، قال: أبكي على جوار ربي في دار تربتها طيبة, أسمع فيها أصوات الملائكة.
114 - حدثنا فضيل بن عبد الوهاب، قال: سمعت النضر بن إسماعيل: قال الله تبارك وتعالى: يا آدم، عصيتني وأطعت إبليس؟ قال: يا رب، أَقْسَمَ لي بك أنه لي ناصح, وظننت أن أحدا لا يقسم بك كاذبا.
115 - حدثني محمد بن الحسين، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن حنبل، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا وهيب، قال: لما عاتب الله نوحا في ابنه، فأنزل الله عز وجل: {إني أعظك أن تكون من الجاهلين} بكى ثلاثمائة عام، حتى صار تحت عينيه أمثال الجداول من البكاء.

الصفحة 135