كتاب العقوبات لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

130 - حدثنا ابن أبي شيبة، قال عبد الله بن إدريس: عن الأعمش، عن حبيب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: لما أرسل الله عز وجل على عاد الريح، جعلوا يهربون منها، فتلقتهم الجنادع، وهي الحيات.
131 - وحدثت عن يمان بن سعيد، عن خالد بن يزيد البجلي، عن زكريا، عن الشعبي، قال: كانت الريح تمر بالمرأة في هودجها فتحملها، وبالإبل والغنم لهم فتحملها، وبالقوم منهم فتحملهم، فتطير بهم بين السماء والأرض، فتضرب بعضهم ببعض, وتمر بالعادي الواحد بين القوم، فتحمله من بينهم, والناس ينظرون، لا تصيب إلا عاديا, يقول الله تعالى: {وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية} يعني باردة, {في يوم نحس} يعني: مشؤوم.
132 - أخبرت عن الحارث بن مسكين، عن عبد الله بن وهب، عن مالك بن أنس، قال: سئلت امرأة من بقية قوم عاد: أي عذاب الله رأيت أشد؟ قالت: كل عذاب الله شديد، وسلام الله ورحمته ليلة لا ريح فيها، والله لقد رأيت العير تحملها الريح بين السماء والأرض.
133 - حدثني محمد بن الحسين، قال: حدثنا قبيصة بن عقبة، قال: حدثنا سفيان، عن عبد العزيز بن رفيع، عن أبي الطفيل، قال: لما قالوا لصالح: {ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ} أراهم هضبة من الهضبات، فإذا هي تمخض كما تمخض الحامل، ثم تفرجت عن الناقة، فقال لهم صالح: {هذه ناقة الله لكم آية فذروها تأكل في أرض الله ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب أليم}.

الصفحة 140