كتاب العقوبات لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

142 - حدثنا يحيى بن أيوب، قال: حدثنا إسماعيل بن جعفر، قال: أخبرني عبد الله، عن عبد الله بن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحاب الحجر: لا تدخلوا على هؤلاء القوم المعذبين إلا أن تكونوا باكين، فإن لم تكونوا باكين فلا تدخلوا عليهم، أن يصيبكم مثل ما أصابهم.
143 - وحدثني محمد بن الحسين، قال: حدثنا إبراهيم بن بكر، قال: حدثنا هشام بن الغاز، قال: مررنا بوادي ثمود, ومعنا مكحول، فدخل، فدخلنا معه، فجعل يبكي، فاشتد بكاؤه، فذكرنا ذلك له, فقال: إنه كان يكره الدخول عليهم, إلا أن يكون الرجل باكيا أو معتبرا، والعين لا يملكها أحد.
144 - حدثني محمد بن الحسين، قال: حدثنا عفان بن مسلم، قال: حدثنا المبارك بن فضالة، قال: سمعت الحسن يقول: حدثني عبد الله بن قدامة، عن السعدي، وكان السعدي امرءاً صادقًا، أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى على وادي ثمود, فقال لأصحابه: اخرجوا، اخرجوا، فإنه وادٍ ملعون، لقد خشيت أن لا تخرجوا حتى يصيبكم كذا وكذا.
145 - وحدثني محمد بن الحسين، قال: حدثني مسلم بن إبراهيم، قال: أخبرنا حماد بن سلمة، قال: حدثنا علي بن زيد، قال: قال لي الحسن: سئل عبد الله بن قدامة بن صخر العقيلي عن هذا الحديث، قال: فلقيته على باب دار الإمارة، فذكرت ذلك له، فقال: زعم أبو ذر أنهم كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك، فأتوا على واد، فقال النبي عليه السلام: يا أيها الناس، إنكم بواد ملعون؛ فأسرعوا، فركب فرسه، فدفع ودفع الناس، وقال: من كان اعتجن عجينة, فليضفرها بعيره، ومن كان طبخ قدرا فليكفأها.

الصفحة 144