كتاب العقوبات لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

146 - حدثني الحسين، قال: حدثنا أبو أسامة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد الله بن زمعة، أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم في خطبته، فذكر الناقة, فقال: {انبعث أشقاها} انبعث لها رجل عارم عزيز منيع في قومه, مثل أبي زمعة.
147 - حدثنا عبيد الله بن سعد القرشي، قال: حدثنا عمي، قال: حدثنا أبي، عن محمد بن إسحاق، قال: كانت منازلهم الحجر إلى مرح، وهو وادي القرى، وبين ذاك ثمانية عشر ميلا، فيما بين الحجاز والشام، فبعث الله إليهم صالحا، غلاما شابا, فدعاهم إلى الله حتى كبر، لا يتبعه منهم إلا قليل مستضعفون.
148 - حدثنا محمد بن أبي عمر المكي، قال: حدثنا يحيى بن سليم، عن ابن خثيم، عن أبي الزبير، قال: حدثنا جابر بن عبد الله، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما نزل الحجر في غزوة تبوك، قام فخطب الناس, فقال: يا أيها الناس، لا تسألوا نبيكم عن الآيات، هؤلاء قوم صالح سألوا نبيهم أن يبعث لهم آية، فبعث الله لهم الناقة، فكانت ترد من هذا الفج, فتشرب ماءهم يوم ورودها، ويحتلبون من لبنها مثل الذي كانت ترتوي من مائهم يوم غيرها، وكانت تصدر من هذا الفج، فعتوا عن أمر ربهم فعقروها، فوعدهم الله ثلاثة أيام، وكان وعيدا غير مكذوب، وجاءتهم الصيحة، فأهلك الله من كان تحت مشارق الأرض ومغاربها، إلا رجلا كان في حرم الله، فمنعه حرم الله من عذاب الله.

الصفحة 145