كتاب العقوبات لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

156 - حدثني محمد بن الحسين، قال: حدثنا عبيد الله بن محمد التيمي، قال: حدثنا معاذ بن زياد، عن بعض أشياخه قال: يذكر الناس ما تيب على ولد يعقوب، ولا يدرون ما لقوا وما مر بهم, مكث يعقوب عليه السلام يدعو عشرين سنة, وولده خلفه قيام يدعون، حتى علموا دعوات، فدعا بهن يعقوب: يا رجاء المؤمنين, لا تقطع رجائي، ويا غياث المستغيثين, أغثني، ويا مانع المؤمنين, امنعني، ويا حبيب التوابين, تب علينا, فدعا بهن يعقوب في السحر، فتيب عليهم.
157 - حدثني محمد بن عباد بن موسى، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن سليمان التيمي، عن أبي عثمان النهدي، عن سلمان، قال: بين رؤيا يوسف وبين تأويلها أربعون سنة.
158 - حدثني محمد بن عباد بن موسى، قال: حدثنا عبد العزيز القرشي، عن جعفر بن سليمان، عن بسطام بن مسلم، عن مالك بن دينار، قال: لما قال يوسف للساقي: {اذكرني عند ربك} قيل: يا يوسف، أتخذت دوني كفيلا؟ لأطيلن سجنك، فبكى يوسف وقال: يا رب [أنسى] قلبي كثرة البلوى، فقلت كلمة، فويل لإخوتي.
159 - وحدثني محمد بن الحسين، ومحمد بن العباس، قالا: حدثنا عبيد الله بن محمد التيمي، قال: حدثنا معاذ بن زياد, مولى بني تميم، قال: لما قال يوسف: {للذي ظن أنه ناج منهما اذكرني عند ربك} حدر الله له جبريل فقال: يا يوسف، إن الله يقول لك: من حببك إلى أبيك؟ قال: هو، قال: فمن أحسن بك عند القوم الذين وقعت فيهم؟ قال: هو، قال: فمن منع منك؟ قال: هو، قال: فمن قيض لك السيارة؟ قال: هو أراد بي الخير، قال: فمن صرف عنك وبال المعصية بعد إذ هممت بها؟ قال: هو، قال: وفرجت له الأرض، وقوي بصره لذلك، حتى أمضي إلى الصخرة، قيل: ما ترى؟ قال: أرى صخرة، وأرى درة، قيل: ما ترى عندها؟ قال: أرى طعما من طعمها، قال: فإن ربي أرسلني إليك يقول: أولم أعقل هذه في مثل هذا الموضع، إذ هيأت لها روقا؟ تراني كنت أغفلك حتى تستعين في أمرك بغيري؟ ولتمكثن في السجن بضع سنين.
وهذا لفظ ابن العباس.

الصفحة 151