كتاب العقوبات لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

208 - حدثنا هارون بن معروف، قال: حدثنا الوليد بن مسلم، عن ابن جابر، عن عطاء الخراساني، أن داود عليه السلام نقش خطيئته في كفه لكي لا ينساها؛ فكان إذا رآها اضطربت يداه.
209 - وحدثني محمد بن الحسين، قال: حدثني أبو حذيفة، قال: حدثنا إبراهيم بن هارون بن أبي عياش الصنعاني، عن سليمان، أظنه أبا قيس، قال: سمعت وهب بن منبه يقول: كتب داود في كفه: داود الخطاء.
210 - وحدثني حمزة بن العباس، قال: أخبرنا عبدان بن عثمان، قال ابن المبارك: قال أسيد بن عباد: عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قال: سأل داود ربه عز وجل أن يجعل خطيئته في كفه، فكان لا يتناول طعاما ولا شرابا، ولا يمد يده إلى شيء إلا أبصر خطيئته، فأبكاه.
211 - حدثني محمد بن الحسين، قال: حدثني الحسين بن موسى، قال: حدثنا عامر بن يساف، عن يحيى بن أبي كثير، قال: لما أصاب داود الخطيئة، نفرت الوحوش من حوله، فنادى: إلهي، رد الوحوش حتى آنس بها, فرد الله عز وجل عليه الوحوش, فأحطن به، وأصغين بأسماعهن نحوه, قال: ورفع صوته بقراءة الزبور، والبكاء على نفسه، فنادينه: هيهات هيهات يا داود، ذهبت الخطيئة بحلاوة صوتك.
212- حدثني محمد بن الحسين، قال: حدثنا عبيد الله بن محمد التيمي، قال: حدثني معاذ بن زياد التميمي، قال: لما أصاب داود عليه السلام الخطيئة، جعل يفزع إلى العباد، فيبكي إليهم في رؤوس الجبال, ويبكون إليه، فأتى على رجل منفرد, فناداه: أنا داود نبي الله، صاحب الخطيئة، أوما بلغك أيها الرجل؟ فبكى الرجل بكاء شديدا, ثم قال: يا داود، بلغت خطيئتك إلى العظاءة في جحرها، فكيف لم يبلغ بني إسرائيل؟ فبكى داود وخر ساجدا، فلم يزل يبكي حتى نبت العشب من دموعه.

الصفحة 169