كتاب العقوبات لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

213 - حدثني محمد بن الحسين، قال: حدثني الصلت بن حكيم، عن سعيد بن إبراهيم الأموي، عن محمد بن خوات، أن داود لما أطال البكاء على نفسه، قيل له: اذهب إلى قبر زوج المرأة, فاستوهبه ما صنعت, فأتى القبر، وأذن الله عز وجل لصاحب القبر أن يتكلم، فناداه: يا أوريا، أنا داود، ولك عندي مظلمة، قال: قد غفرتها لك, قال: فانصرف وقد طابت نفسه، فأوحي إليه: أن ارجع فبين له الذي فعلت، فرجع فأخبره، فناداه صاحب القبر: يا داود، هكذا يفعل الأنبياء؟.
214 - حدثني محمد بن الحسين، قال: حدثنا زيد بن الحباب، عن عبد ربه, صاحب الحرير، عن بكر بن عبد الله المزني، قال: مكث داود ساجدا أربعين يوما, يبكي على خطيئته، حتى نبت البقل من دموعه، ثم زفر زفرة، فهاج العود فاحترق، فنودي: أظمآن فتسقى؟ أجائع فتطعم؟ أعار فتكسى؟ قال: لا، ولكن خطيئتي أثقلت ظهري, قال: فلم يرجع إليه بشيء, قال: فازداد بكاء حتى انقطع صوته، فكان لا يسمع له إلا كهيئة الأنين، فعند ذلك غفر له.
215 - حدثني محمد بن الحسين، قال: حدثني يحيى بن راشد، قال: حدثني نعيم بن مورع، عن رجل من بني تميم، عن الحسن، قال: بكى داود بعدما غفرت له الخطيئة أكثر من بكائه قبل المغفرة، فقيل له: أليس قد غفر لك يا نبي الله؟ قال: فكيف بالحياء من الله عز وجل؟

الصفحة 170