كتاب العقوبات لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

223 - حدثنا إسحاق بن إسماعيل، قال: حدثنا جرير، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن عمير بن سعيد، قال: سمعت عليًّا، رضي الله عنه، فخبر القوم أن هذه الزهرة يسميها العرب الزهرة، ويسميها العجم أناهيذ، وكان الملكان يحكمان بين الناس، فأرادها كل واحد منهما عن غير علم صاحبه، فقال أحدهما لصاحبه: يا أخي، إن في نفسي بعض الأمر, أريد أن أذكره لك، قال: اذكره يا أخي، لعل الذي في نفسك مثله مثل الذي في نفسي، قال: فإن ما علي أمر من ذلك، قالت لهما المرأة: لا، حتى تخبراني بما تصعدان إلى السماء, وبما تهبطان إلى الأرض، قالا: باسم الله العظيم نهبط، وبه نصعد، قالت: ما أنا بمؤاتيتكما الذي تريدان, حتى تعلمانيه، فقال أحدهما: علمها إياه، قال له: فكيف أنا بشدة عذاب الله عز وجل؟ قال الآخر: إنا لنرجو سعة رحمة الله, فعلمها إياه، فتكلمت، فطارت إلى السماء، ففزع لها ملك في السماء صعودها، فطأطأ رأسه، فلم يجلس بعد, قال: سبحان الله عز وجل، فكانت كوكبا.

الصفحة 173