كتاب العقوبات لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

239 - حدثنا إسحاق بن إسماعيل، قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن المنهال بن عمرو، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: تكلم ملك من الملوك بكلمة وهو جالس على سريره، فمسخه الله عز وجل، فما يدرى أي شيء مسخ: أذبابًا, أم غيره؟ إلا أنه ذهب فلم.
240 - حدثنا محمد بن الحارث، قال: حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق، عن سليمان بن صرد، أن إبراهيم عليه السلام لما أرادوا أن يحرقوه بالنار, جاءت عجوز، فقالوا لها: أين تريدين تذهبين؟ قالت: أذهب إلى هذا الرجل الذي يحرق، فلما ذهب به ليطرح في النار قال: {إني ذاهب إلى ربي سيهدين} فلما طرحوه في النار قال: حسبي الله ونعم الوكيل، قال الله تعالى: {يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم} قال: فقال أبو لوط، وكان ابن عمه: لم تحرقه النار من أجلي, فأرسل الله عز وجل عليه نارا فأحرقته.
241 - حدثنا إسحاق بن إسماعيل، قال: حدثنا يحيى بن عيسى، قال: حدثنا الأعمش، عن المنهال بن عمرو، قال يحيى: أراه عن عبد الله بن الحارث، عن ابن عباس، قال: أصاب بني إسرائيل شدة وجوع، فقالوا: يا موسى، ادع لنا ربك، فدعا لهم، فأوحى الله تعالى: يا موسى، تكلم في قوم قد أظلمت ما بيني وبينهم خطاياهم، قد دعوك فلم تجبهم؟ أما وعزتي لو إياي دعوا لأجبتهم.
242- حدثنا إسحاق بن إسماعيل، قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن عبيد بن عمير، قال لما أراد الله عز وجل أن يهلك أصحاب الفيل، بعث عليهم طيورا نشأت من البحر، بلقا أمثال الخطاطيف، كل طائر منها يحمل ثلاثة أحجار مجزعة: حجرين في رجليه، وحجرا في منقاره, قال: فجاءت حتى صفت على رؤوسهم، ثم صاحت وألقت ما في أرجلها ومناقيرها, فما وقع حجر على رأس رجل إلا خرج من دبره، ولا وقع على شيء من جسده إلا خرج من الجانب الآخر, وبعث الله ريحا شديدا، فضربت الحجارة, فزادتها شدة، فأهلكوا جميعا.

الصفحة 181